في ذکر علة غيبته
روي الصدوق عن سعيد بن جبير، قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: في القائم منا سنن من سنن [1] الانبياء عليهم السلام، سنه من آدم، و سنه من نوح، و سنه من ابراهيم، و سنه من موسي، و سنه من عيسي، و سنه من ايوب، و سنه من محمد صلي الله عليه و آله و سلم و عليهم.
فاما من آدم عليه السلام و من نوح عليه السلام فطول العمر، و اما من ابراهيم عليه السلام فخفاء
[ صفحه 372]
الولاده و اعتزال الناس، و اما من موسي عليه السلام فالخوف و الغيبه، و اما من عيسي عليه السلام فاختلاف الناس فيه، و اما من ايوب عليه السلام فالفرج بعد البلوي، و اما من محمد صلي الله عليه و آله و سلم فالخروج بالسيف [2] .
و عن عبدالله بن الفضل الهاشمي، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد صلوا تالله عليهما يقول: ان لصاحب هذا الامر غيبه لا بد منها، يرتاب فيها کل مبطل، فقلت له: و لم جعلت فداک؟ قال: لامر لم يوذن لنا في کشفه لکم، قلت: فما وجه الحکمه في غيبته؟ قال: وجه الحکمه في غيبته وجه الحکمه في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالي ذکره، ان وجه الحکمه في ذلک لاينکسف الا بعد ظهوره کما لم ينکشف وجه الحکمه فيما [3] اتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينه، و قتل الغلام، و اقامه الجدار لموسي عليه السلام الا وقت افتراقهما، يا ابن الفضل: ان هذا الامر امر من امرالله، و سر من سر الله،ر و غيب من غيب الله و متي علمنا انه عزوجل حکيم صدقنا بان افعاله کلها حکمه، و ان کان وجهها غير منکشف لنا [4] .
و عن حنان بن سدير عن ابيه عن ابي عبدالله عليه السلام، قال: ان للقائم منا غيبه يطول امدها، فقلت له: و لم ذاک يا ابن رسول الله؟ قال: ان الله عزوجل ابي الا ان يجري فيه سنن الانبياء عليهم السلام في غيباتهم، و انه لابدله يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم، قال الله عزوجل:(لترکبن طبقا عن طبق) [5] ، اي سننا علي [6] سنن من کان قبلکم [7] .
و عن ابن ابي عمير عمن ذکره عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما بال اميرالمومنين عليه السلام لم يقاتل مخالفيه في الاول؟ قال: لايه في کتاب الله عزوجل (لو
[ صفحه 373]
تزيلوا لعذبنا الذين کفروا منهم عذابا اليما) [8] ، قال: قلت: و ما يعني بتزايلهم؟ قال: ودائع مومنون في اصلاب قوم کافرين، فکذلک القائم عليه السلام، لن [9] يظهر ابدا حتي تخرج و دائع الله عزوجل، فاذا خرجت ظهر علي من ظهر من اعداء الله عزوجل فقتلهم [10] .
عن الاحتجاج عن اسحاق بن يعقوب انه ورد عليه من الناحيه المقدسه علي يد محمد بن عثمان رضي الله عنه: و اما عله ما وقع من الغيبه، فان الله عزوجل يقول: (يا ايها الذين آمنوا لا تسالوا عن اشياء ان تبدلکم تسوکم) [11] ، انه لم يکن احد من آبائي الا [وقد] [12] وقعت في عنقه بيعه لطاغيه زمانه، و اني اخرج حين اخرج و لا بيعه لاحد من الطواغيت في عنقي، و اما وجه الانتفاع بي في غيبتي فکالانتفاع بالشمس اذا غيبها عن الابصار السحاب، و اني لامان لاهل الارض کما ان النجوم امان لاهل السماء، فاغلقوا ابواب السؤال عما لايعنيکم، و لا تتکلفوا علي ما قد کفيتم، و اکثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فان ذلک فرجکم، والسلام عليک يا اسحاق بن يعقوب، و علي من اتبع الهدي. [13] .
روي الشيخ الصدوق باسناده عن علي بن جعفر عن اخيه موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: اذا فقد الخامس
[ صفحه 374]
من ولد السابع فالله الله في اديانکم، و لا يزيلکم [14] احد عنها، يا بني، انه لابد لصاحب هذا الامر من غيبه حتي يرجع عن هذا الامر من کان يقول به، انما هي محنه من الله عزوجل امتحن بها خلقه، و لو علم آباؤکم و اجدادکم دينا اصح من هذا لاتبعکوه، فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولکم تصغر عن هذا [15] و احلاقکم [16] تضيق عن حمله، ولکن ان تعيشوا فسوف تدرکونه [17] [18] .
پاورقي
[1] «سنن» لم ترد في المصدر.
[2] کمال الدين: ج 1 ص 321 ح 3.
[3] في خ ل «لما».
[4] کمال الدين: ج2 ص 481 ح 1.
[5] الانشقاق: 19.
[6] «سننا علي» لم ترد في المصدر.
[7] کمال الدين: ج 2 ص 480 ح 6، و البحار: ج 51 ص 142 ح 2.
[8] الفتح: 25.
[9] في المصدر:«لم».
[10] کمال الدين: ج 2 الباب الرابع و الخمسون ص 641.
[11] المائده: 101.
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة، و اثبتناه من المصدر.
[13] الاحتجاج: ج 2 ص 471.
[14] في المصدر:«و لا يزيلنکم».
[15] في المصدر:«تضعف عن ذلک» بدل «تصغر عن هذا».
[16] «واحلاقکم» تصحيف و الصحيح:«و احلامکم».
[17] في خ ل «تدرکوه».
[18] کمال الدين: ج 2 باب ما روي عن ابي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام ص 359 ح 1، و عنه البحار: ج 51 ص 150 ح 1.