في ولادة مولانا الامام صاحب الزمان
ولد عليه السلام بسر من راي في ليله النصف من شعبان سنه خمس و خمسن و مائتين. [1] .
امه عليه السلام مليکة بنت يشوعا بن قيصر ملک الروم، و امها من ولد الحواريين، تنسب الي شمعون وصي المسيح عليه السلام، و لما اسرت، سمت نفسها نرجس، لئلا يعرفها الشيخ الذي وقعت اليه [2] .
و لما اعتراه من النور و الجلاء بسبب الحمل المنور سميت صقيلا [3] .
و اما کيفيه الولاده: فروي عن حکيمه بنت ابي جعفر الجواد عليه السلام، قالت: بعث الي ابو محمد الحسن بن علي عليهماالسلام، فقال: يا عمه اجعلي افطارک الليله عندنا فانها ليله النصف من شعبان، فان الله تبارک و تعالي سيظهر في هذه الليله الحجه، و هو حجته في ارضه، قالت: فقلت له: و من امه؟ قال لي: نرجس، قلت له: جعلني
[ صفحه 336]
الله فداک ما بها اثر، هو ما اقول لک، قالت: فجئت فلما سلمت و جلست، جاءت تنزع خفي، و قالت لي: يا سيدتي کيف امسيت؟ قللت: بل انت اسيدتي و سيده اهلي، قالت: فانکرت قولي، و قالت: ما هذا يا عمه؟ قالت: فقلت لها: يا بنيه انالله تبارک و تعالي سيهب لک في ليلتک هذه غلاما سيدا في الدنيا و الاخره، قالت: فجلست [4] و استحت [5] ، فلما ان فرغت من صلاه العشاء الاخره افطرت و اخذت مضجعي فرقدت.
فلما ان کان في جوف الليل قمت الي الصلاه ففرغت من صلاتي و هي نائمه ليس بها حادث، ثم جلست معقبه، ثم اضطجعت، ثم انتهبت فزعه و هي راقده، ثم قامت فصلت (و نامت) [6] .
قالت حکيمه: [و خرجت اتفقد الفجر فاذا انا بالفجر الاول کذنب السرحان و هي نائمه] [7] فدخلتني الشکوک، فصاح بي ابو محمد عليه السلام من المجلس، فقال: لا تعجلي يا عمه فانالامر قد قرب، قالت: [فجلست] [8] و قرات الم السجده و يس، فبينما انا کذلک اذ انتبهت فزعه، فو ثبت اليها، فقلت: اسم الله عليک، ثم قلت لها: اتحسين شيئا؟ قالت: نعم يا عمه، فقلت لها: اجمعي نفسک، و اجمعي قلبک، فهو ما قلت لک.
قالت حکيمه: ثم اخذتني فتره و اخذتها فتره، فانتبهت بحس سيدي، فکشفت الثوب عنه فاذا انا به عليه السلام ساجدا يتلقي الارض بمساجده، فضممته الي فاذا انا به نظيف منظف، فصاح بي ابو محمد عليه السلام: هلمي ال ابني يا عمه، فجئت به اليه، فوضع يديه تحت اليتيه و ظهره، و وضع قدميه علي صدره، ثم ادلي لسانه في فيه و امر يده علي عينيه و سمعه و مفاصله، ثم قال: تکلم يا بني، فقال: اشهد ان لا
[ صفحه 337]
اله الا الله وحده لا شريک له، و اشهد ان محمدا صلي الله عليه و آله و سلم رسول الله، ثم صلي علي اميرالمومنين و علي الائمه عليهم السلام الي ان وقف علي ابيه ثم احجم، قال ابو محمد عليه السلام: يا عمه اذهبي به الي امه ليسلم عليها، و اثتني به، فذهبت به فسلم عليها ورددته و وضعته في المجلس، ثم قال يا عمه: اذا کان يوم السابع فاتينا، قالت حکيمه: فلما اصبحت جئت لاسلم علي ابي محمد عليه السلام فکشفت الستر لاتفقد سيدي عليه السلام، فلم اره، فقلت له: جعلت فداک، ما فعل سيدي؟ فقال: يا عمه استودعناه الذي استودعته ام موسي عليه السلام.
قالت حکيمه: فلما کان في اليوم السابع جئت و سلمت و جلست، فقال: هلمي الي ابني، فجئت بسيدي عليه السلام في الخرقه، ففعل به کفعلته الاولي، ثم ادلي لسانه في فيه کانه يغذيه لبنا او عسلا، ثم قال: تکلم يا بني، فقال: اشهد ان لا اله الا الله وثني بالصلاه علي محمد و علي اميرالمومنين و الائمه صلوات الله عليهم اجمعين حتي وقف علي ابيه عليه السلام، ثم تلاهذه الايه 7 بسم الله الرحمن الرحيم (و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمه و نجعلهم الوارثين - و نمکن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما کانوا يحذرون) [9] [10] .
و في روايه اخري فلما کان بعد اربعين يوما دخلت علي ابي محمد عليه السلام: فاذا مولانا الصاحب عليه السلام يمشي في الدار، فلم اروجها احسن من وجهه و لا لغه افصح من لغته، فقال ابو محمد عليه السلام: هذا المولود الکريم علي الله عزوجل، فقلت: سيدي اري من امره ما اري و له اربعون يوما، فتبسم و قال: يا عمتي اما علمت انا معاشر الائمه ننشا في اليوم ما ينشا غيرنا في السنه فقمت فقبلت راسه و انصرفت، ثم عدت و تفقدته فلم اره، فقلت لابي محمد عليه السلام: ما فعل مولانا؟ فقال: يا عمه استودعناه الذي استودعت ام موسي [11] .
[ صفحه 338]
و روي عن محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه قال: لما ولد الخلف المهدي صلوات الله عليه سطح نور من فوق راسه الي عنان السماء، ثم سقط لوجهه ساجدا لربه تعالي ذکره، ثم رفع راسه و هو يقول: اشهد ان لا اله الا هو، و الملائکه و اولو العلم، قائما بالقسط، لا اله الا هو العزيز الحکيم، ان الدين عند الله الاسلام، قال: و کان مولده ليله الجمعه [12] .
و قال: ولد [السيد] [13] عليه السلام مختونا، و سمعت حکيمه تقول: لم تر بامه دما في نفاسها، و هذا [14] سبيل امهات الائمه عليهم السلام [15] .
و روي عن جاريه لابي محمد عليه السلام، قالت: لما ولد السيد رايت له نورا ساطعا قد ظهر منه و بلغ افق السماء، و رايت طيورا بيضاء تهبط من السماء، و تمسح اجنحتها علي راسه و وجهه و سائر جسده، ثم تطير، فاخبرنا ابا محمد عليه السلام بذلک، فضحک، ثم قال: تلک ملائکه السماء نزلت لتتبرک به، و هي انصاره اذا خرج [16] .
و روي عن ابي جعفر العمري رضي الله عنه، قال: لما ولد السيد عليه السلام، قال ابو محمد عليه السلام: ابعثوا الي ابا عمرو، [17] فبعث اليه، فقال له: اشتر عشره آلاف رطل خبزا، و عشره آلاف رطل لحما، و فرقه احسبه قال: علي بني هاشم، و عق عنه بکذا و کذا شاه. [18] .
و عن نسيم الخادم، قالت: دخلت علي صاحب الزمان عليه السلام بعد مولده بليله [19] ، فعطست عنده، فقال لي: يرحمک الله، قالت نسيم: ففرحت بذلک، فقال لي عليه السلام: الا
[ صفحه 339]
ابشرک في العطاس؟ فقلت: بلي، هو امان من الموت ثلاثه ايام [20] .
و روي انه ورد من ابي محمد عليه السلام علي احمد بن اسحاق کتاب، و اذا فيه مکتوب بخط يده عليه السلام الذي کان يرد به التوقيعات عليه و فيه: ولد المولود فليکن عندک مستورا، و عن جميع الناس مکتوما، فانا لم نظهر عليه الا الاقرب لقرابته، و المولي [21] لولايته، احببنا اعلامک ليسرک الله به کما [22] سرنا به، و السلام [23] .
فروي: انه کان بقم منجم يهودي موصوف بالحذق بالحساب، فاحضره احمد بن اسحاق، و قال له: قد ولد مولود في وقت کذا و کذا، فخذ الطالع و اعمل له ميلادا، قال: فاخذ الطالع و نظر فيه و عمل عملا له.
و قال لاحمد بن اسحاق: لست اري النجوم تدلني فيما يوجبه الحساب ان هذا المولود لک، و لايکون مثل هذا المولود الا نبيا او وصي نبي، و ان النظر ليدل علي انه يملک الدنيا شرقا و غربا وبرا و بحرا و سهلا و جبلا، حتي لايبقي علي وجه الارض احد الا دان بدينه، و قال بولايته [24] .
و روي عن طريف ابي نصر الخادم، قال: دخلت علي صاحب الزمان عليه السلام [و هو في المهد] [25] ، فقال لي: علي بالصندل الاحمر، فاتيته به، فقال: اتعرفني؟ قلت: نعم [و هو في المهد] [26] ، فقال لي: علي بالصندل الاحمر، فاتيته به، فقال: اتعرفني؟ قلت: نعم [فقال: من انا؟ فقلت] [27] : انت سيدي و ابن سيدي، فقال: ليس عن هذا سالتک، فقلت: فسر لي، فقال: انا خاتم الاوصياء، و بي يرفع الله عزوجل البلاء عن اهلي و شيعتي [28] .
[ صفحه 340]
و في اثبات الوصيه: و روي عن ابي محمد عليه السلام انه قال: لما ولد الصاحب عليه السلام بعث الله عزوجل ملکين فحملاه الي سرادق العرش حتي وقف بين يدي الله، فقال له: مرحبا بک، و بک اعطي و بک اعفو و بک اعذب، ثم روي مسندا عن نسيم و ماريه، قالتا: لما خرج صاحب الزمان عليه السلام من بطن امه، سقط جاثيا علي رکبتيه، رافعا سبابته نحو السماء، ثم عطس، فقال: الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله، عبد داخر لله، غير مستنکف و لا مستکبر، ثم قال: زعمت الظلمه ان حجه الله داحضه، و لو اذن لنا في الکلام زال الشک [29] .
پاورقي
[1] الکافي: ج 1 باب مولد الصاحب عليه السلام ص 514، و الارشاد للمفيد: ص 346، و کمال الدين: ج 2 ص 430 ح 4.
[2] کتاب الغيبه: ص 127، و عنه البحار: ج 51 ص 6 ضمن ح 12.
[3] بحار الانوار: ج 51 ص 15.
[4] في المصدر: «فخجلت» بدل «فجلست».
[5] في خل ل «استحيت».
[6] مابين المعقوفتين ساقط من الخطيه و المطبوعه، و اثتبناه من المصدر.
[7] مابين المعقوفتين ساقط من الخطيه و المطبوعه، و اثتبناه من المصدر.
[8] مابين المعقوفتين ساقط من الخطيه و المطبوعه، و اثتبناه من المصدر.
[9] القصص: 5 و 6.
[10] کمال الدين: ج 2 ص 424 ح 1، و عنه البحار: ج 51 ص 2 ح 3.
[11] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 466 ح 12، و فيه اختلاف في بعض الفاظه، و عنه البحار: ج 51 ص 293 ح 3.
[12] کمال الدين: ج 2 ص 433 ح 13.
[13] مابين المعقوفتين ساقط من الخطيه و المطبوعه، و اثبتناه من المصدر.
[14] في المصدر:«وهکذا» بدل «وهذا».
[15] کمال الدين: ج 2 ص 433 ح 14.
[16] کمال الدين: ج 2 ص 431 قطعه من ح 7.
[17] يعني به: عثمان بن سعيد.
[18] کمال الدين، ج 2 ص 430 ح 6، و عنه البحار: ج 51 ص 5 ح 9.
[19] في روايه اخري:«بعشره ايام»، کتاب الغيبه: ص 139، و عنه البحار: ج 51 ص 5 ح 8.
[20] کمال الدين: ج 2 ص 430 ضمن ح 5، و عنه البحار: ج 51 ص 5 ح 7، اعلام الوري: ص 395.
[21] في المصدر: «و الولي».
[22] في المصدر: «مثل ما» بدل «کما».
[23] کمال الدين: ج 2 ص 433 ح 16.
[24] بحار الانوار: ج 51 ص 23 ح 34 نقلا عن کتاب النجوم.
[25] مابين المعقوفتين لم ترد في المصدر.
[26] مابين المعقوفتين لم ترد في المصدر.
[27] مابين المعقوفتين ساقط من الخطيه و المطبوعه، و اثبتناه من المصدر.
[28] اثبات الوصيه: ص 221، کمال الدين: ج 2 ص 441 ح 12.
[29] اثبات الوصيه: ص 221.