بازگشت

الاثبات العقائدي لمفهوم المهدوية عند أهل البيت


مستدرک الحاکم علي الصحيحين، و يلاحظ هنا أن البخاري الذي نقل هذا الحديث کان معاصراً للإمام الجواد (ع) و الإمامين الهادي و العسکري (ع)، و في ذلک مغزيً کبيراً لأنه يبرهن علي أ ن هذا الحديث قد سُجّل عن النبي (ص) قبل أن يتحقق مضمونه و تکتمل فکرة الأئمة الاثني عشر فعلاً، و هذا يعني أنه لا يوجد أي مجال للشک في أن يکون نقل الحديث متأثراً بالواقع الإمامي الاثني عشري و انعکاساً له لأن الأحاديث المزيفة التي تنسب الي النبي (ص) هي انعکاسات أو تبريرات لواقع متأخر زمنياً لا تسبق في ظهورها وتسجيلها في کتب الحديث ذلک الواقع الذي تشکل انعکاساً له، فما دمنا قد ملکنا الدليل المادي علي أن عشري ابتداءاً من الإمام علي و انتهاءاً بالمهدي (ع) ليکون التطبيق الوحيد المعقول لذلک الحديث النبوي الشريف.

لقد أخرج مسلم في صحيحه من طريق قتيبة بن سعيد، عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي علي النبي (ص) فسمعته يقول: «إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة».

قال: ثمّ تکلم بکلام خَفي علَيَّ، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «کلّهم من قريش».

ثمّ أخرجه عن ابن أبي عمر، عنه، و عن هداب بن خالد، عنه، و عن نصر بن عليّ الجهضمي، عنه، و عن محمد بن رافع، عنه، کلّ من طريق.

وأخرجه عن أبي بکر بن أبي شيبة، عنه، من طريقين. و عن قتيبة بن سعيد، عنه، من طريقين آخرين.

فهذه تسعة طرق للحديث في صحيح مسلم فقط، ناهيک عن کثرة طرقه الاُخري في کتب الحديث لدي السُنّة و الشيعة.