و کان مولده عليه السلام بسر من راي ليله النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين. و قيل: لثمان خلون من شعبان. و قيل: من ربيع الاول. و قيل: من شهر رمضان. و قيل: سنه ثمان و خمسين و مائتين.

وامه ام ولد يقال لها نرجس، و قيل: سوسن.

و کان سنه عند وفاة ابيه عليهماالسلام خمس سنين، و قيل: سنين و اربعه اشعر.

و اما نسبه فابوه ابو محمد الحسن الخالص بن علي المتوکل بن محمد القانع بن عل الرضا بن موسي الکافسم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزکي بن علي المرتضي اميرالمومنين.

و اما ما ورد عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم في المهدي من الاحاديث الصحيحه:

فمنها: ما نقله ابو داود و الترمذي کل واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه الي ابي سعيد الخدري، قال: سمعت روسل الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: المهدي مني، اجلي الجبهه، افقني الانف، يملا الارض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما، و يملک سبع سنين. [1] .

ومنها: ما اخرجه ابو داود بسنده في صحيحه يرفعه الي علي عليه السلام، قال:



[ صفحه 754]



قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث الله رجلا من اهل بيتي يملاها عدلا کما ملئت جورا. [2] .

و منها: ما رواه القاضي ابو محمد الحسين بن مسعود البغوي في کتابه المسمي بشرح السنه، و اخرج البخاري و مسلم، و کل واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه الي ابي هريره، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: کيف انتم اذا نزل ابن مريم فيکم و امامکم منکم. [3] .

و منها: ما اخرجه ابو داود و الترمذي بسنديهما في صحيحيهما يرفعه کل واحد منهما بسنده الي عبدالله بن مسعود انه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يبعث الله رجلا مني او من اهل بيتي، يواطي اسمه اسمي و اسم ابيه اسم ابي، يملا الارض قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا. [4] .

و في روايه اخري: لا تنقضي الدنيا حتي يملک العرب رجل من اهل بيتي يواطي اسمه اسمي [5] .

و في روايه اخري: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: يلي رجل من اهل بيتي يواطي اسمه اسمي. [6] .

هذه الروايات عن ابي داود و الترمذي.



[ صفحه 755]



و منها: ما نقله ابو اسحاق احمد بن محمد الثعلبي في تفسيره يرفعه باسناد الي النس بن مالک، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: نحن ولد عبدالمطلب ساده اهل الجنه،انا و حمزه و جعفر و علي و الحسن و الحسين و المهدي. [7] .

و منها: ما رواه ابو داود ايضا في صحيحه يرفعه بسنده الي ام سلمه زوج النبي صلي الله عليه و آله و سلم و رضي عنها، قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمه. [8] .

فان قال معترض: هذه الاحاديث النبويه متفق علي صحتها و مجمع علي نقلها عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هي صحيحه صريحه في کون المهدي عليه السلام من ولد فاطمه عليهاالسلام، و انه من رسول الله، و انه من عترته، و انه من اهل بيته، و ان اسمه يواطي اسمه، و انه يملا الارض قسطا و عدلا، و انه من ولد عبدالمطلب، و انه من سادات الجنه، و ذلک مما لانزاع فيه، غير ان ذلک لا يدل علي ان المهدي الموصوف بما ذکره صلي الله عليه و آله و سلم من الصفات و العلامات هو هذا ابوالقاسم محخمد بن الحسن الحجه الخلف الصالح عليه السلام، فان ولد فاطمه کثير، و کل من يولد من ذريتها الي يوم القيامه يصدق عليه انه من ولد فاطمه و انه من العتره الطاهره و انه من اهل البيت عليهم السلام، فتحتاجون مع هذه الاحاديث المذکوره الي زياده دليل يدل علي ان المهدي المراد هو الحجه المذکور ليتم مرامکم.

فجوابه: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لما وصف المهدي عليه السلام بصفات متعدده من ذکر اسمه و نسبه و مرجعه الي فاطمه عليهاالسلام و الي عبدالمطلب و انه اجلي الجبهه اقني الانف و عدد من الاوصاف الکثيره التي جمعته الاحاديث المذکوره آنفا و جعلها علامه و دلاله علي ان الشخص الذي يسمي بالمهدي و ثبتت له الاحکام المذکوره هو الشخص الذي اجتمعت تلک الصفات فيه، ثم وجدنا تلک الصفات المجعوله علامه و دلاله مجتمعه في ابي القاسم محمد الخلف الصالح دون غيره، فلزم القول



[ صفحه 756]



بثبوت تلک الاحکام له و انه صاحبها، و الا فلو جاز وجود ما هو علامه و دليل و لا يثبت ما هو مدلوله قدح ذلک في تعينها (نصبها) علامه و دلاله من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و ذلک ممتنع.

و اما ولده فلم يکن له و لد يذکر.

و اما عمره فانه في ايام المعتمد علي الله تعالي خاف فاختفي الي الان، فلم يمکن ذکر ذلک، اذ من غاب فانقطع خبره لا يوجب غيبته و انقطاع خبره الحکم بمقدار عمره و لا انقضاء حياته و ليس ببدع و لا مستغرب تعمير بعض عبادالله الصالحين و لا امتداد عمره، فقد مد الله سبحانه و تعالي في اعمار جمع کثير من خلقه من اصفيائه و اوليائه و من مطروديه و اعدائه، فمن الاصفياء عيسي عليه السلام و الخضر و لقمان و خلق آخرون من الانبياء عليهم السلام طالت اعمارهم حتي جاز کل واحد منهم الف سنه او قاربها کنوح عليه السلام و غيره، و اما من الاعداء المطرودين فابليس والدجال و من غيرهم کعاد الاولي کان فيهم من عمره ما يقارب الالف، و کل ذلک لبيان اتساع القدره الربانيه في تعمير بعض خلقه، فاي مانع يمنع من امتداد عمر الخلف الصالح الي ان يظهر فيعمل ما حکم الله له به.