بازگشت

الامام


الامامة في مفهوم الشيعة الامامية و عقيدتهم رئاسة دينية و زمينة، يتولاها رجل عالم بما يصلح الناس في شئون دينهم و دنياهم، ويعمل علي ذلک دون ان يستأثر عنهم بشي ء، و لا يخطي ء في علمه و لا عمله.

فالامام في حقيقته و طبيعته انسان کسائر الناس لا يختلف عنهم الا في الصفات التالية:

1- انه يعلم الشريعة بجميع احکامها، و دقائقها و اسرارها، تماما کما هي في واقعها، وکما نزلت علي محمد (ص)، بحيث لا يجوز الخطأ واحتمال



[ صفحه 21]



الخلاف في معرفته لها، بخلاف غيره من علماء الشريعة الذين قد يصيبون و قد يخطئون، ومن اجل ذلک جاز ان يخطي ء بعضهم بعضا، و يناقشه بالدليل و البرهان، اما الامام فلا تجوز مناقشة والرد عليه بحال.

و تنبغي الاشارة هنا الي ان الامامية يعتقدون بأن الامام ليس واضعا للأحکام بفسه، و جاعلها من تلقائه... بل هان واضعها و مشرعها هو الله جل و عز، وانه بينها لنبيه محمد، و ان محمدا (ص) بينها للامام مباشرة، أو بواسطة امام فالامام علم بها بعد وجودها و تشريعها، و بکلمة انه مبلغ عن الرسول، والرسول مبلغ عن الله، قال الامام علي في الخطبة ال128 من خطب نهج: «علم علمه الله نبيه فعلمنيه، ودعا لي بأن يعيه صدري و تضطم عليه جوانحي.»

2- ان الامام يعمل بالحق، اي ينسجم مع علمه و قوله، ولا يحول بينه و بين العمل به هوي ولا خطأ ونسيان... وايضا تنبغي الاشارة -هنا- الي ان الامام في عقيدة الامامية غير مجبور و لا ملجأ الي العمل بالحق... بل فيه قدرة نفسية تردعه عن الباطل، مع قدرته علي فعله، و تدفعه الي العمل بالحق، مع



[ صفحه 22]



قدرته علي ترکه.

اما الدليل الذي اعتمده الامامية في اضفاء هذا الوصف علي الامام فهو العقل بضميمة قوله تعالي: «يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله و اطيعوا الرسول واولي الامر منکم- 58النساء». وقوله: «انما وليکم الله و رسوله والذين آمنوا يقيمون الصلوة و يؤتون الزکوة و هم راکعون-58 المائده». لان امره تعالي بطاعة الامام -وهو ولي الامر- و اقترانها بطاعته وطاعة الرسول، يکشف بحکم العقل ان الامام عالم و معصوم عن الخطأ في علمه و عمله، و الا لو جاز الخطأ والخطيئة عليه لکان الله مريدا لهما، تعالي عن ذلک عاوا کبيرا.

3- بعد ان فرض ان الامام يعلم الحق و يعمل به يکون نصبه و تعيينه للامامة امرا طبيعيا غير منوط باقتراع المنتخبين، وارادة المحکومين، وانما يرشد اليه النبي (ص) ويدل عليه کما دل علي وجوب الصوم و الصلاة، و الحج و الزکاة، و هذا معني قول الامامية: ان الامام يعرف بالنص من «الرسول الاعظم (ص)،وقول العارفين من اهل الانصاف



[ صفحه 23]



بأن صفات علي تنص عليه بالامامية، و تعينه لها بحکم العقل و العدل.