بازگشت

الآراء و المعتقدات


و اذا کانت آراء الناس و معتقداتهم - غير البديهية- عرضة لاخطاء البيئة و الانانية فعلي المنصف ان يتهم نفسه فيما يري و يعتقد، وان يتنبه دائما الي ان ما يؤمن به يقبل النقد و النظر، وانه لو کان منزها عن الخطاء لکان نبيا مرسلا، و کانت جميع اقواله و آرائه مقياسا للحق، و معيارا للعدل.

اما الذي يحق له ان ينظر و ينقد فهو المنصف العارف الذي يملک الاستعداد و المؤهلات.. فان الجاهل بالطب لايدعي الي فحص المريض، و من



[ صفحه 13]



لا يعرف الهندسة لايطلب اليه ان يضع فيها الترتيبات و التصاميم، ومن لا يرکن الي ضميره لا يعتمد عليه في شي ء، و من کفر بالله يسأل عن رأيه فيمن آمن و ايقن.

اجل، لو ان من کفر و جحد کان قد قرأ الفلسفة الالهية، و اطلع علي براهين الالهيين وأدلتهم لکان للسؤال وجه عن رأيه، ان کان من اهل الرأي و الانصاف و لکن کيف يقرأ، و هو يري مسبقا ان کان منا يتصل بالدين اسطورة و وهم؟!.. و هل تقرأ انت کتابا في الحساب لمؤلف يري ان اثنين و اثنين تساوي عشرة؟!.. و هذا هو بالذات شأن کثير ممن جحد و ألحد.

و تقول: هذا هو حال المؤمنين ايضا بالقياس الي کتب الالحاد حيث لا يقرأون کتب الملحدين و براهينهم.