بازگشت

الجاهل و المتشائم


واذا سخر من هذه الفکرة الجاهل الذي لا يري الي ابعد من انفه، و استبعدها المشتائم الذي لا ينظر الا بمنظاره الاسود القاتم فاننا نؤمن بها ايماننا بالله، وبأنفسنا: «انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا». ومنطق العقل و الحق معنا، أليس العالم في تغير مستمر، والتماسک الاجتماعي في تقدم مطرد؟!. اذن، لابد ان يصغي الي صوت العقل والضمير، فيترک التعصب، ويتنازل عن الأنانية في يوم من الايام، ويهدم الحواجز بين الانسان في اقصي المشرق، واخيه الانسان في اقصي الغرب، و هذا رسل احد قادة الفکر في هذا العصر يقول: «من الممکن تطوير الامم المتحدة، بحيث تصبح نواة لحکومة عالمية.. واني لأري عندما اسرح بخيالي عالما من المجد والفرح، عالما تنطق فيه العقول.. کل هذا يمکن ان يحدث اذا سمحنا له». (کتاب برتراند راسل الانسان لرمسيس عوعوض).

واذا قال راسل وغيره.. ان هذا لايمکن الا اذا سمحت الاجيال، فنحن نقول مؤمنين ايمانا لا



[ صفحه 55]



ريب فيها بأنه، سيحدث لامحالة، سمحت الاجيال، او لم تسمح لاننا علي يقين بأن العاقبة للخير و الفضيلة مهما طال الزمن، سنة الله في خلقه، و لن تجد لسنة الله تحويلا.