بازگشت

نظام الامام


ما هو النظام الذي يطبقه الامام، ويعمل به، لو تولي الحکم؟ هل هو النظام الرأسمالي، او الاشتراکي

الجواب

ان نظامه افضل نظام للبشرية علي الاطلاق، فهو يجمع بين صلاح الدين والدنيا للجماعات والافراد و يسير بهم جميعا في طريق الرفاهية والازدهار، والأمن والعدل، ويحفظ الحرية و الکرامة للجميع، ولا يدع مجالا للطمع و الجشع، ولا للاستغلال، وسيطرة فئة علي فئة، او فرد علي فرد.. وبکلمة انه نظام



[ صفحه 43]



الانسانية الذي يحقق الخير و الصلاح العام في شي ء الميادين بدون استثناء وبعد هذا سمه بأي اسم شئت.و تحقيقا للهدف المطلوب يترک للامام اختيار الوسائل التي تحققه من التأميم وغيره اذ بعد ان افترش فيه العصمة يکون له جميع ما للنبي (ص) من الولاية علي الانفس و الأموال، و بديهة ان العصمة تنأبي به ان يفعل الا لمصلحة المولي عليه، قال السيد محمد بحر العلوم في کتاب «البلغة»: «ان سلطة الامام علي الرعية ليست کسلطة السيد علي مملوکه، الجائز له التصريف لمحض التشهي... بل لمصلحة ملزمة راجعة الي نفس المولي عليه، لان الامام في مرتبة المکمل للنقص الذي اقتضي اللطف وجوده.»

واللطف عند الامامية ما يقرب الانسان من الخير، و يبتعد به عن الشر، و هي مهمة الامام المعصوم. و بهذا يتبين معنا ان الامامية آمنوا بفکرة الامام المعصوم، و وجوب حصر السلطة به للآيات و الأحاديث، ولتحقق السعادة الدنيوية و الآخروية التي يطمح اليها کل عاقل، ونعيد هنا الملاحظة السابقة مع جوابها، اما الملاحظة فهي ان فکرة الامام المعصوم صحيحة،



[ صفحه 44]



کنظرية، اما من الوجهة العملية فاين هو هذا الامام، حتي نطيعه، ونتابعه؟.

والجواب اولا

انا نتخذ من هذه النظرية سلاحنا ضد حکام الظلم و الجور.

ثانياَّ: ان کل نظام وجد، و عمل به نشأ أول ما نشأ في عالم العقل، ثم تحول الي العمل.. و قد بقيت الاشتراکية نظرية بحتة، وفلسفة مجردة يدور حولها النقاش والجدال السنين الطوال قبل ان تبرز الي حيز الوجود.

قال «برتراند راسل» في کتاب «راسل يتحدث عن مشاکل العصر» ترجمه مروان الجابري: «ان الفلسفة تتألف من التخمينات حول الاشياء التي لا يمکن بعد ان تتوفر المعرفة الدقيقة المضبوطة بها.. وانها تحافظ علي استمرار ملکة التصور والتخمين في دقائق الاشياء.. واني لا اريد لمخيلات الناس ان تکون محصورة محدودة ضمن ما يمکن ان يکون معلوما في الوقت الحاضر.. وقد استنبط الفلاسفة



[ صفحه 45]



القدامي مجموعة کاملة من الفرضيات والنظريات التي ثبت نفها وصحتها فيما بعد والتي لم يمکن اختبارها يومذاک».

واذا تحققت نظريات الفلاسفة و افتراضاتهم بعد ألقي عام، او اکثر -وقد کان يظن انها محال- فمن الجائز، اذن، ان يظهر الامام المعصوم، ويتولي السلطة، وتحل حکومته جميع مشکلات العالم، ولو بعد آلاف السنين، حيث تمهد الاسباب، و توجد المقتضيات.

ثالثا: ان لکل مشکلة اجتماعية حلا في نفس الامر والواقع تختلف الا نظار في تحديدها و بيان حقيقتها، ويري الامامية ان المشکلات الاجتماعية لا تحل، ولن تحل حلا جذريا کليا الا اذا حکم امام معصوم وبدونه تحل المشکلات حلا موقتا او جزئيا، ذلک ان الصواب لايأتي من الخطأ. الحق لا يتولد من الباطل.

هذا، الي ان التجارب اثبتت وجود الترابط الوثيق بين اصلاح المجتمع، وبين السلطة السياسية، بخاصة



[ صفحه 46]



بعد ان سيطرت الحکومة علي جميع مظاهر الحياة من التربية والتعليم، والعمل والاشغال، والصحة والزراعة، والدعاية، والأنباء و الشئون الجتماعية والقضاء.. وقد کانت مهمتها من قبل تنحصر في الدفاع عن الحدود من العدو في الخارج، و حفظ الأمن في الداخل، فاذا لم تکن السلطة معصومة عن الخطأ والزلل لم يتحقق الغرض المقصود منها، و هو الصلاح والاصلاح الشامل الکامل.

رابعا: ان نظام الحکومة البدائية کان أشبه بالنظام القبلي، بل هو هو، ثم تقدمت الحکومة، مع الحياة شيئا فشيئا في شکلها ونظامها، حتي اصبحت، حيث نراها اليوم، ويعتقد الامامية انها ستتقدم بعد اکثر فأکثر، حتي تبلغ الغاية في الکمال، ويعيش الناس في ظلها سعداء آمنين، و تکون نسبة الحکومات الحاضرة اليها، تماما کنسبة الحکومة البدائية الي حکومات اليوم. وما ذلک علي الله بعزيز. اما مصدر هذاالاعتقاد فهو فکرة الامام المعصوم.

وبعد هذا فهل تراني بحاجة الي القول: ان فکرة الامام المعصوم لا تتصادم، مع منطق العقل،



[ صفحه 47]



بل يوأزرها ويناصرها، وان من يعارض هذه الفکرة فانما يعارض، ويعاند الحق و الخير والعدل، من حيث لا يريد.



[ صفحه 48]