بازگشت

الامام المعصوم


و قال الشيعة الامامية: ان الحل الصحيح الدائم هو في حکم الحاکم عالم معصوم عن الخطأ و الزلل. اما معرفة هذه الفکرة، و بواعثها فيتضح مما يلي:

ان للانسان حاجات يستدعيها اصل وجوده بما هو موجود يصرف النظر عن أي شي ء آخر، فکما انه في وجوده يحتاج الي حيز يشغله کذلک يفتقر في حياته، و استمرارها الي الغذاء والمأوي والکساء وما اليه مما لابد منه ولا غني عنه.

ويضاف الي هذه الحاجات التي يستدعيها کيانه الطبيعي حاجات اخري يقتضيها وجوده الاجتماعي، کالزواج الشرعي والتعليم والامن و المساواة، و نحوها، وسد هذه الحاجات حق من حقوق الانسان، ولکن أيه قوة من تحفظها له و تضمنها؟ هل التشريعات و القوانين، او الارشادات والمواعظ، او الايمان بالمثل والمبادي ء،



[ صفحه 34]



او التعليم و التثقيف؟

وقد امتلأت الدنيا بالتشريعات والقوانين، و لکن يعوزها التنفيذ و التطبيق،حتي علي الذين و ضعودها و شرعوها، اما الوصايا والمواعظ فانها اشبه بالجرائد اليومية، تقرأ، ثم تترک للصر، او لسلة المهملات، وليست القيم والمثل بشي ء عند الأکثر أمام الصالح و المنافع، فلم يبق الا الانسان الکامل الذي يعلم حاجات الناس وما يصلحهم، ويملک القوة لدفع الضرر عنهم، و جلب المنافع لهم، ولا هم له الا ان يستريحوا و يسعدوا، ولا يفضل نفسه بشي ء حتي عن اضعفهم، فان شبعوا کان آخر من يشبع، و ان جاعوا فهو أول من يجوع، و بکلمة يکون مصداق الآية الکريمة: «و ما ارسلناک الا رحمة للعالمين» و للحديث الشريف: «انما انا رحمة مهداة» تماما کرب العائلة العطوف الذي يشعر بأنه مسئول عن کل فرد من افرادها، و بضحي بحياته في سبيلها.. وبديهة ان هذا لا يکون، ولن يکون الا لمن عصم الله، واقصي عنه الأهواء و الرغبات الا الرغبة في الخير و الصالح العام.



[ صفحه 35]