بازگشت

الجواب


ان الامامية لا يدعون ظهور هذا الامام الآن، واتصال الناس به واتصاله بهم فعلا و انمايقولون: ان الذي تجب طاعته هو العالم المعصوم عن الخطأ و الزلل، فان لم يکن بهذا الوصف فهو غير واجب الطاعة، ولا منصوب و مختار للامامة من عندالله، بل من الذين ارادوه و ارتضوه لذالک. و بالاختصار لا يجب علي اي انسان ان يتابع و يطيع انسانا آخر الا اذا کانت متابعته وسيلة للعمل بالحق، تماما کمن يحترم العالم



[ صفحه 24]



لعلمه، ويعظم الأمين لأمانته، لا لشخصه.. اما طاعة الحاکم لا لشي ء الا لأنه حاکم، و کفي، حتي ولو کان جاهلا فاسقا فانها لا تجب عند الامامية، بل هي من اعظم المحرمات، بل تجب معارضته ومقاومته، مع الامن و عدم خوف الضرر.

هذي هي الامامة التي يعتنقها الشيعة، و يدينون بها، کمبدأ وعقيدة، فأي بأس بها، او محذور يلزمها؟... وما هي الاضرار والمفاسد المترتبة عليها سوي القول بأنها امنية، وحلم من الاحلام الجميلة التي لم يکتب لها الفوز و الانتصار.

وجوابنا علي ذلک ان اعراض الناس عن القيم و المثل العليا لا يخرجها عن حقيقتها، ولا يستدعي جحودها و عدم الايمان بها، هذا الي ان الترابط وثيق بين الواقع الاجتماعي، و بين اسلوب التفکير، وان التطور والتقدم ينبثق من النظرية الواعية، وقد ترکت عقيدة الامام المعصوم احسن الآثار واقواها في الحياة الانسانية، لانها کانت ومازالت حربا علي الاستقراطية التي تعتمد علي المولد و الثروة والجاه، وعلي من يحکم و يتحکم في امور الناس بالقهر والغلبة و علي من



[ صفحه 25]



يدعي انه يحکم بأمرالله و هو منغمس بالجريمة الي اذنيه.. کما انها تناصر الحرية والديمقراطية التي تکل احکم الي ارادة الناس في غياب الامام المعصوم.