لا تقوم الساعة حتي تخرج نار من أرض الحجاز تضي ء أعناق الابل
ما أخرجه الصحيحان [1] عن رسول الله (ص) أنه قال: «لا تقوم الساعة حتي تخرج نار من أرض الحجاز تضي ء أعناق الابل ببصري».
و من الواضح أن ما يدل عليه ظاهر العبارة، حادث معجزة لا ربط له باقامة الحجة، فلا يکون الاخبار عنه قابلا للتصديق.
الا أن المظنون أنه يراد به ظهور المهدي (ع) نفسه. فانه يظهر في أرض الحجاز، کما دلت عليه الروايات، کما سياتي في التاريخ القادم. و أما التعبير عنه بالنار فباعتبار کونه نارا علي المشرکين و الکافرين و المنحرفين. مع الاشارة الي سعة ضوئه و نوره بمعني عدله و لطفه، بالمقدار الذي يفهمه الناس أيام عصر النبي (ص) من سعة الأرض، و انه بين أرض الحجاز الي بصري الشام بون بعيد و مسافة مترامية.
و النص علي أعناق الابل، فيه دلالة علي أن الابل متوجهة بوجهها و عنقها الي مصدر النار و النور. و معني ذلک: ان المتوجه الي نور المهدي عليه السلام و المعتقد بهداه هو المستضي ء بنوره و المهتدي بعدله و حکمه.
و أما کون الظهور من اشراط الساعة، فواضح، باعتبار کونه سابقا عليها، و لو بدهر طويل من الزمن.
پاورقي
[1] البخاري، ج 9، ص 73، و مسلم، ج 8، ص 180.