ضخامة الحمار الذي يرکبه الدجال
و ذلک: فيما رواه الصدوق في اکمال الدين [1] عن رسول الله (ص) يقول فيه:«انه يخرج علي حمار ما بين أذنيه ميل، يخرج و معه جنة و نار، و جبل من خبز و نهر من ماء...» الخ. الحديث.
و من المعلوم أن ما بين أذني الحمار الاعتيادي لا يعدو عرض الأصبعين أو الثلاثة أصابع. فاذا کان هذا المکان منه بمقدار ميل، فکيف بضخامة أجزاء جسده الأخري.
و هذا - بلا شک - من فوارق الطبيعة المنسوبة الي أحد المبطلين، و قد برهنا علي عدم امکان الأخذ به أو التصديق به، بحسب القواعد الاسلامية العامة.
نعم، يمکن حمله علي الرمز، علي ما سيأتي في الجهة الاتية: عطفا علي عدد من الأمور التي أخراجها الصدوق من صفات الدجال، مما يمکن حمله علي الرمز، و يندرج في الفهم المتکامل العام، علي ما سنوضح ان شاء الله تعالي.
و أما أن معه جبلا من خبز و نهرا من ماء، فهو معارض، بما أخرجه الصحيحان [2] عن المغيرة بن شعبة أنه قال: - و اللفظ للبخاري -: «ما سأل أحد النبي (ص) عن الدجال ما سألته: و أنه قال لي: ما يضرک منه؟ قلت: لأنهم يقولون أنه معه جبل خبز و نهر ماء. قال: هو أهون علي الله من ذلک».
[ صفحه 491]
و سيأتي تفسير ذلک، بشکل يرتفع به التعارض بين هذين الخبرين، فانتظر.
پاورقي
[1] أنظر النسخة المخطوطة.
[2] البخاري، ج 9 ص 74، و مسلم، ج 8، ص 200.