بازگشت

من العلامات التي تحققت في التاريخ مقاتلة الترک


أخرج البخاري في کتاب الجهاد من صحيحه [1] عن رسول الله (ص) أنه قال: «لاتقوم الساعة حتي تقاتلوا الترک، صغار الأعين حمر الوجوه ذلق الأنوف، کأن وجوههم المجان المطرقة...» الحديث. و قد عقد الترمذي و أبو داود و ابن ماجة في صحاحهم أبوابا بهذا العنوان، فراجع.

و هذا منه (ص) في الأرجح اشارة الي وصول الفتح الاسلامي الي بلاد الترک. و قدتحقق ذلک بعد وفاة النبي (ص) عام اثنين و عشرين للهجرة، بقيادة عبدالرحمن بن ربيعة.

و ذلف الانوف: صغارها. يقال: ذلف الأنف اذا صغر و استوت أرنبته، فصاحبه أذلف، و المونث ذلفاء و الجمع ذلف بضم فسکون. و المجان جمع مجن و هو الترس. و المطرقة بضم الميم و تشديد الراء، مأخوذ من الطرق، يقال: طرق الحديد اذا مدده و رققه. و هو کناية عن سعة الوجه ک.

و من هنا ورد في بعض الأحاديث وصفهم بکونهم عراض الوجوه، کالذي أخرجه ابن ماجة: [2] «لا تقوم الساعة حتي تقاتلون قوما صغار الأعين عراض الوجوه» الحديث.

و أخرج مسلم عدة أحاديث بهذا المضمون [3] و لم يذکر فيها اسم الترک، غير أنه يمکن أن يکون ما أخرجه البخاري قرينة عليه. فيکون ذلک مما تحقق في التاريخ الاسلامي.


پاورقي

[1] الفتوحات ج 1 ص 152.

[2] أنظر ج 8، ص 175 و مابعدها.

[3] أنظر ج 8 ص 175 و ما بعدها.