التنبؤ بثورة صاحب الزنج
فمن ذلک: ما أخرجه الصدوق في الاکمال. [1] عن ابن عباس عن رسول الله عن الله عز و جل في بعض کلامه مع رسوله في المعراج، حيث جعل ذلک من علامات الظهور فقال: «و خراب البصرة علي يد رجل من ذريتک يتبعه الزنوج».
و قال في الارشاد: [2] «قد جاءت الاثار بذکر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام، و عدد عددا کبيرا منها، الي أن قال: «و خروج العبيد عن طاعة ساداتهم و قتلهم مواليهم».
و کل ذلک مما حدث بالفعل علي يد صاحب الزنج، کما سبق أن عرفنا في تاريخ الغيبة الصغري، [3] و کيف أنه عاث في المجتمع المسلم فسادا و کلف الدولة العباسية کثيرا، و کبد البصرة و کثيرا من المدن الأعاجيب من القتل و النهب و التشريد.
اسمه علي بن محمد، زعم أنه علوي. و لم يکن - علي ما يذکر التاريخ - کذلک. فان نسبه في عبد قيس و أمه من بني أسد بن خزيمة. [4] و علي أي حال فرواية الصدوق تؤيد کونه علويا. علي حين نجد الامام العسکري (ع) برواية ابن شهرآشوب [5] ينفي ذلک و يقول: «و صاحب الزنج ليس منا أهل البيت». و قد سبق أن بحثنا ذلک في التاريخ السابق. [6] .
و علي أي حال، فمن المحتمل، أن يکون مراد الامام العسکري (ع) نفيه عن
[ صفحه 461]
أهل البيت عقائديا و فکريا. کابن نوح الذي لم يکن من أهله لأنه عمل غير صالح، و ان ارتبط به نسبيا. و الله العالم بحقائق الأمور.
پاورقي
[1] أنظر اکمال الدين المخطوط.
[2] أنظر ص 337.
[3] أنظر ص 71 و ما بعدها.
[4] أنظر الکامل ج 5 ص 346.
[5] ج 3 ص 529.
[6] أنظر تاريخ الغيبة الصغري ص 184 و مابعدها.