کالذي ورد عن الامام الباقر (ع) أيضا، في نفس الحديث الأخير، حيث قال: «و اختلف أهل المشرق و المغرب». [1] .

و لهذا الاختلاف أطروحتان، قد يکون المراد أحدهما، و قد يکون المراد کلاهما:

الأطروحة الأولي:

اختلاف أهل المشرق و المغرب في حدود البلاد الاسلامية، و علي الأساس الاسلامي بشکل عام.

و هذا ما حدث في التاريخ طويلا، حيث کان الشرق يحکمه العباسيون و الغرب - بمعني الأندلس الاسلامية - يحکمه الأمويون. کما أن المغرب - بمعني الشمال الافريقي - حکمه المهدي الافريقي محمد بن عبيدالله، حتي انتقلت ذريته الي مصر، و أسسوا الدولة الفاطمية. و في کلا الحالين، کانوا منفصلين عن خلافة الشرق العباسية، و مناوئين لها.

الأطروحة الثانية:

ما حدث في العصر الحديث، و هو ما رلنا نعيشه منذ الحرب العالمية الثانية الي الان... من وجود الدولتين الکبيرتين في العالم، التي تمثل احداهما زعامة ما يسمي بالشرق أو الکتلة الشرقية، و تمثل الأخري زعامة ما يسمي بالمغرب.

و اذا نظرنا الي جذور هاتين الدولتين، وجدنا للفکرتين اللتين تقومان عليهما: الرأسمالية و الشيوعية، جذورا تاريخية تمتد حوالي قرنين من الرمن. و علي أي حال فهما معا وليدتا المد الحضاري الأوروبي الحديث، القائم علي الأساس المادي المحض المناقض للأديان جميعا، کما هو معروف من بحوث العقائد الفکرية عادة.

و علي أي حال، فقد جعل هذا الاختلاف باحدي هاتين الأطروحتين، من



[ صفحه 460]



علائم الظهور، بصفته ملفتا للنظر من ناحية، و مشارکا في الانحراف المنتج للتمحيص، کما عرفنا من ناحية أخري.