في الأمر بلزوم البيت
لم نجد هذا المضمون في الصحيحين، ولکن أخرج أبو داود [1] - في حديث عن الفتنة - عن رسول الله (ص): قالوا: فما تأمرنا؟ قال: کونوا أحلاس بيوتکم.
و أخرج ابن ماجة [2] عنه (ص) أنه قال: انها ستکون فتنة و فرقة و اختلاف، فاذا کان کذلک، فأت بسيفک أحدا فاضربه حتي ينقطع. ثم اجلس في بيتک حتي تأتيک يد خاطئة أو منية قاضية. و صحح سنده.
و أخرج الصدوق في اکمال الدين [3] عن الامام الباقر عليه السلام حين يسأله
[ صفحه 343]
الراوي: فما أفضل ما يستعمله المومن في ذلک الزمان - يعني زمان الغيبة - قال: حفظ اللسان و لزوم البيت.
و أخرج النعماني [4] في الغيبة عن الامام الباقر عليه السلام - في حديث - قال: و اذا کان ذلک، فکونوا أحلاس بيوتکم.
و أخرج الشيخ في غيبته [5] عن الامام الصادق (ع) أنه قال: فاذا کان ذلک فالزموا أحلاس بيوتکم، حتي يظهر الطاهر بن الطاهر المطهر ذو الغيبة.
و المراد من هذه الرواية، کسابقاتها، لزوم البيت، يقال حلس و تحلس بالمکان لزق. و يقال: فلان حلس بيته أي ملازق لا يبرحه. و أحد و هو الجبل المعروف قرب المدينة المنورة. والمراد يضرب السيف بعد اتلاف السلاح و کسره.
فيکون المراد الانعزال و الابتعاد عن المجتمع الذي تسوده الفتنة، فيشمل ما اذا اتصل الفرد به لأجل اصلاحه و تقويمه. و يکون ذلک منهيا عنه في هذه الروايات، خلافا للحکم الشرعي الاسلامي و قواعده العامة، الا أن تحمل علي خصوص بعض مبررات العزلة التي ذکرناها، کما لوخاف علي نفسه من الانحراف أو غير ذلک.
پاورقي
[1] ج 2، ص 417.
[2] ج 2، ص 1310.
[3] أنظر المخطوط.
[4] ص 102.
[5] ص 103.