في محاولة فهم العنوان
دلنا الوجدان و الأخبار الخاصة و القواعد العامة، علي ما سمعنا، علي أن زمان الغيبة الکبري، مستغرق بموجات الظلم و الانحراف والفساد. فهل من وظيفة الفرد المسلم هو السلبية و الانعزال عن الأحداث، و عدم وجوب اعلان المعارضة و محاولة تقويم المعوج من الأفراد و الأوضاع. أو أن وظيفة الفرد في نظر الاسلام هو العمل الاجتماعي الفعال، و الجهاد الناجز في سبيل الله ضد الظلم و الطغيان.
دلت الايات الکريمة بعمومها علي وجوب الجهاد کقوله عز من قائل: (و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة). [1] و قوله: (ذلک بأنهم لا يصيبهم ظما و لا نصب و لا مخمصة في سبيل الله، و لا يطون موطئا يغيظ الکفار، و لا ينالون من عدو نيلا، الا کتب لهم به عمل صالح، ان الله لايضيح أجر المحسنين). [2] .
و دلت الغالبية العظمي من أخبار التنبؤ بالمستقبل علي وجوب السلبية و الانعزال. بحيث استغرقت کل أخبار العامة تقريبا، و أغلب أخبار الخاصة. و لم يکد يوجد من الروايات الامرة بالمبادرة الي الجهاد و الأخذ بزمام الاصلاح، الا النزر القليل. و سنعرض لهذه الأخبار فيما يلي من البحث.
[ صفحه 317]
فاي الوظيفتين تقتضيها القواعد الاسلامية العامة. و هل تقتضي احداهما علي التعيين، أو تقتضي کلا الأمرين، باختلاف الحالات. و کيف يمکن فهم هذه الأخبار علي ضوء ذلک. هذا لا بد من بحثه ابتداة بالقواعد العامة، و انتهاء بالاخبار.
پاورقي
[1] الانفال: 60:8.
[2] التوبة: 120:9.