بازگشت

في استعراض نص الرسالة الاولي


«للاخ السديد و الولي الرشيد المفيد ابي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان، ادام الله اعزازه، من مستودع العهد الماخوذ علي العباد.

بسم الله الرحمن الرحيم

اما بعد، سلام عليک ايها الولي المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين. فانا نحمد اليک الله الذي لا اله الا هو، و نسال الصلاة علي سيدنا و مولانا و نبينا محمد و آله الطاهرين.

و نعلمک - ادام الله توفيقک لنصرة الحق، و اجزل مثوبتک علي نطقک عنا بالصدق -: انه قد اذن لنا في تشريفک بالمکاتبة و تکليفک ما توتديه عنا الي موالينا قبلک، اعزهم الله بطاعته، و کفاهم المهم برعايته لهم و حراسته. فقف - ايدک الله بعونه علي اعدائه المارقين من دينه - علي ما اذکره و اعمل علي تاديته الي من تسکن اليه بما نرسمه ان شاء الله.

نحن و ان کنا ناوين [1] بمکاننا النائي عن مساکن الظالمين، حسب الذي ارانا الله تعالي لنا من الصلاح و لشيعتنا المومنين في ذلک، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين. فانا نحيط علما بانبائکم و لا يعزب عنا شي ء من اخبارکم، و معرفتنا بالذل الذي اصابکم مذجنح کثير منکم الي ما کان السلف الصالح عنه شاسعا،



[ صفحه 146]



و نبذوا العهد الماخوذ وراء ظهورکهم کأنهم لايعلمون.

أنا غير مهملين لمراعاتکم، و لا ناسين لذکرکم، و لولا ذلک لنزل بکم اللأواء، و أصطلمکم الأعداء. فاتقوا الله جل جلاله، و ظاهرونا علي انتياشکم من فتنة قد انافت عليکم،يهلک فيها من حم اجله و يحمي عنها من ادرک امله. و هي امارة لأزوف حرکتنا و مباثتکم بأمرنا و نهينا. و الله متم نوره و لو کره المشرکون.

اعتصموا بالتقية، من شب نار الجاهلية، يحششها عصب اموية، يهول بها فرقة مهدية. انا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن و سلک في الطعن منها السبل المرضية.

اذا حل جمادي الاولي من سنتکم هذه، فاعتبروا بما يحدث فيه، و استيقظوا من رقدتکم لما يکون في الذي يليه.

ستظهر لکم في السماء آية جلية، و من الارض مثلها بالسوية. و يحدث في ارض المشرق ما يحزن و يقلق. و يغلب من بعد علي العراق طوائف عن الاسلام مراق، تضيق بسوء فعالهم علي اهله الأرزاق. ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، ثم يستر بهلاکه المتقون الأخيار.

و يتفق لمريدي الحج من الافاق ما يأملونه منه علي توفير عليه منهم و اتفاق. و لن افي تيسير حجهم علي الاختيار منهم و الوفاق، شان يظهر علي نظام و اتساق.

فليعمل کل امرء منکم بما يقربه من محبتنا، و يتجنب ما يدنيه من کراهتنا و سخطنا، فان أمرنا بغتة فجأة، حين لاتنفعه توبة و لا ينجيه من عقابة ندم علي حوبة.

و الله يلهمکم الرشد، و يلطف لکم في التوفيق برحمته».

وبعده يلي توقيع الامام المهدي (ع) في ذيل الکتاب، کما أشرنا اليه في الجهة الثانية من هذا الفصل. [2] .



[ صفحه 147]




پاورقي

[1] في المصدر: ناوين بالنون الموحدة و الظاهر کون ثاوين بالئاء المثلثة.

[2] انظر الاحتجاج، ج 2، ص 323.