بازگشت

في بيان نبذة عن الظروف التاريخية التي صدر في غضونها هذان الخ


في بيان نبذة عن الظروف التاريخية التي صدر في غضونها هذان الخطايان. بحسب ما دلنا عليه التاريخ الاسلامي العام. فان ذلک مما سنحتاجه لدي الخضو في تفسير ما ذکره الخطاب من التنبوات.

و يمکن تلخيص الکلام في هذه الظروف التاريخية في عدة نقاط:

النقطة الأولي:

کانت البلاد الاسلامية في ذلک الحين تعاني التفکک و التفسخ المؤسف، في اواخر عهد البويهيين في بلاد فارس، و رجوع امرهم الي القتال بين امرائهم و قوادهم، و بينهم و بين الاترک الحاکمين لخراسان و ما وراء النهر، بعد الدولة السامانية.

و کان أمر الأندلس قد آل الي التفرق و الانحلال عام 407. [1] و اما مصر فقد استقل بها العلويون «الفاطميون» اولاد المهدوي الافريقي. و کان ان توفي الحاکم بامر الله عام 411 و ولي بعده ابنه الظاهر. [2] و تکاد مصر ان تکون کثر البلاد استقرارا بايديهم.

و اما الشمال الافريقي، فقد آل الي التفرق و تنابذ الامراء بعد ان غادره المعز لدين الله الي مصر عام 341 [3] حيث أسس الدولة الفاطمية فيها. و کان في الشمال الافريقي حرب عام 406، تکشفت عن فوز اميرها باديس، و خلفه بعد موته في نفس العام ابنه المعز [4] حتي مات عام 413. [5] .

و أما بغداد، فلا زالت منذ عام 381 بيد القادر بالله العباسي. و کان قد رأي



[ صفحه 142]



اميرالمومنين علي بن أبي طالب عليه السلام في المنام قبيل خلافته، و هو يقول له: هذا الامر صائر اليک، و يطول عمرک فيه،فاحسن الي ولدي و شيعتي [6] .

و کانت نقابة العلويين هناک قد صارت الي الشريف المرتضي علم الهدي، بعد وفاة نقيبها محمد بن الحسين الشريف الرضي عام 406 [7] .

حتي مکة لم تنج من الاغتشاش، ففي عام 414 في النفر الاول يوم الجمعة، قام رجل من مصر باحدي يديه سيف مسلول و في الاخري دبوس و ضرب الحجر الأسد ثلاث ضربات بالدبوس. و قال: الي متي يعبد الحجر الاسود و محمد علي، فليمنعني مانع من هذا، فاني اريد ان اهدم البيت. فخاف اکثر الحاضرين و تراجعوا عنه، و کاد يفلت. فثار به رجل فضربه بخنجر فقتله و قطعه الناس واحرقوه. و قتل ممن اتهم بمصاحبته جماعة و احرقوا [8] .

و لم تنج بغداد من اختلاط الامور، عام 416 بيد السراق و العيارين [9] و عام 417 بيد الاتراک حتي أحرفوا المنازل و الدروب [10] .

النقطة الثانية:

کان أثر هذه الفتن ساريا الي الحج نفسه:، فقد کان يعاني الحجاج صعوبات جمة، الي حد قطع ينقطع الحج بالکية، کما حدث عام 401 [11] و عامي 410 و 411 [12] و عام 416 [13] و عام 417 [14] و عام 418 [15] علي التوالي.



[ صفحه 143]



و کانت هناک سعايات حسنة عام 412 لاجل سلامة الحجاج [16] من قبل صاحب خراسان محمد بن سبستکين الملقب بيمين الدولة.

النقطة الثالثة:

انه کانت تقع حوادث مؤسفة بين أهل الاسلام من المذاهب المختلفة.

و السبب الرئيسي في ذلک: هو ان الحکم کان محسوبا علي الشيعة منذ تاسيس الدولة البويهية في فارس و العراق و الدولة الحمدانية في حلب. و کان البويهيون هم المسيطرون علي استخلاف الخليفة و استيزار الوزير. و کانوا يعطون لاهل مذهبهم الحرية الکاملة في اقامة شعائرهم و القيام باعيادهم و مآتهم. و کان هذا يحدث اثرا سيئا لدي ذوي المذاهب الاسلامية الاخري، و لم يکن لديهم حکم مباشر ليتوقعوا من الحاکمين ان يحولوا دون هذه المظاهر.

فکان الشعب نفسه هو الذي يحاول ان يحول دون ذلک، و خاصة حين يجدمن الشيعة اندفاعا طائفيا موسفا، اغتناما لفرصة الحرية المعطاة لهم. فکانت ايام المناسبات العامة تشهد حربا عامة بين اهل الاسلام. و لعمري لو کن کل فريق منهم يشعر بمسؤوليته الاسلامية و اخوته الدينية، لما عمل ما عمل، و لما صدر منه ما صدر، ولله في خلقه شؤون.

و لم يکن اهل المذاهب الاخري، ليجدوا الفرصة المواتية، حال قوة الدولة البويهية و جبروتها. و انما انفسح لهم المجال بشکل واضح في الفترة التي نورخ لها، باعتبار ما آل اليه امر البويهيين من التفرق و الانحلال.

و لسنا نريد ان نطيل في وصف الحوادث. و حسبنا ان نعرف، انه قد حدث في بغداد في يوم عاشوراء عام 406 حوادث موسفه، [17] و في العام الذي يليه في واسط [18] و في شمال افريقيا حيث قنلت جميع الشيعة، کما ذکر التاريخ [19]



[ صفحه 144]



و کذلک في بغداد في عام 408 ايضا [20] و اشتد عام 409 حتي ادي الي نفي ابي عبدالله النعمان الشيخ المفيد من بغداد. [21] و تکرر مثل ذلک في الکوفة عام 415 [22] و في بغداد ايضا عام 422. [23] .

النقطة الرابعة:

کانت الطبيعة ايضا تشارک في الحوادث، و کانها تظهر الاسف علي الظلم الساري علي الارض.

ففي عام 401 انقض کوکب کبير لم ير اکبر منه. و فيها زادت دجلة احدي و عشرين ذراعا، و غرق کثير من بغداد و العراق. [24] .

و في عام 406 وقع بالبصرة و ما جاورها و باء شديد، حتي عجر الحفارون عن حفر القبور [25] و فيها نزل في حزيران مطر شديد في بلاد العراق و کثير من البلاد. [26] .

و في رمضان من عام 417 انقض کوکب عظيم استنارت له الارض، فسمع له دوي عظيم. [27] .

و في العام الذي يليه سقط في العراق جميعه برد يکون في الواحدة رطل او رطلان، و اصغره کالبيضة، فاهلک الغلات، و لم يسلم منها الا القليل. [28] .

و في نفس العام في آخر تشرين الثاني، هبت ري باردة في العراق جمد منها الماء و الخل و بطل دوران الدواليب في دجلة. [29] .



[ صفحه 145]



و في عام 421 سقط في البلاد برد عظيم، و کان اکثره في العراق فقلعت شجرا کبارا من الزيتون من شرقي النهروان و القته علي بعد من غربيها. و قلعت نخلة من، اصلها و حملتها الي دار بينها و بين موضع هذه الشجرة ثلاث دور، و قلعت سقف المسجد الجامع يبعض القري. [30] .


پاورقي

[1] الکامل،ج 7، ص 290.

[2] المصدر، ص 304.

[3] الکامل، ج 6، ص 341.

[4] المصدر، ج 7، ص 279.

[5] المصدر، ص 313.

[6] المصدر، ص 149.

[7] المصدر، ص 281.

[8] الکامل، ج 7، ص 314.

[9] المصدر، ص 423.

[10] المصدر، ص 325.

[11] المصدر، ص 256.

[12] المصدر، ص 310.

[13] المصدر، ص 324.

[14] المصدر، ص 327.

[15] المصدر، ص 330.

[16] المصدر، ص 310.

[17] الکامل، ج 7، ص 281.

[18] المصدر، ص 295.

[19] المصدر، ص 294.

[20] المصدر، ص 299.

[21] المصدر، ص 300.

[22] المصدر، ص 316.

[23] المصدر، ص 355.

[24] المصدر، ص 256.

[25] المصدر، ص 281.

[26] المصدر و الصفحة.

[27] المصدر، ص 327.

[28] المصدر، ص 330.

[29] المصدر و الصفحة.

[30] المصدر، ص 343.