بازگشت

تأسيس المهدي في غيبته الکبري مجتمعا اسلاميا نموذجيا.. او عدم


تاسيس المهدي (ع) في غيبته الکبري مجتمعا اسالميا نموذجيا.. او عدم صحة ذلک.



[ صفحه 73]



يدل علي تاسيسه لمثل هذا المجتمع، الروايتان المشار اليهما فيما سبق للانباري و المازندراني... و تنفيه سائر القرائن الاخري من عقلية و نقلية علي ما ياتي.

و نود أن ندرس فيما يلي الخصائص العامة الفکرية و الاجتماعية و العلمية و السياسة لهذا المجتمع النموذجي، و ما أنتجته هذه الخصائص فيه من مستوي من الرفاه و الازدهار في الزراعة و التجارة.

و لا يخفي اننا بعد أن نناقض في أصل ثبوت هاتين الروايتين و صحتهما، فسوف لن تبقي لهذه الخصائص قيمة من وجهة نظر اسلامية موضوعية، الا باعتبارها صحيحة في نظر الراوي و بحسب فهمه الخاص. و انما ندرسها الان بصفتها ممثلة لوجهة نظر بعض المسلمين تجاه شکل المجتمع الاسلامي و الدولة الاسلامية عامة و النظام المهدوي خاصة. و سننطلق بعد ذلک الي تطبيقه علي القواعد و الادلة الاسلامية الحقة.

تتفق الروايتان: علي ان هناک مدن کبيرة و کثيرة علي ساحل البحر، ربما کانت في بر احدي القارات، و رما کانت في جزائر ضخمة في احد البحار. و تنص رواية المازندراني علي انه هو البحر الابيض لانها محاطة بماء ابيض صاف کماء الفرات يختلف لونه عن لون سائر ماء البحر 7 اذا وردت فيه سفن الکفار و المحاربين غرقت بقدرة الله تعالي و برکة الامام المهدي عليه السلام.

و تشکل هذه المجموعة رقعة مهمة من الارض، لان احدي المدن تبعد عن الاخري بمقدار مسير اثني عشر يوما او خمسة عشر يوما، بحرا او برا، بوسائط النقل التي کانت سائدة يومئذ في القرنين السادس و السابع الهجريين.

و هي مسافة تکون بالتقريب مثل ما بين مکة المکرمة و المدينة المنورة في الحجاز او بين البصرة و بغداد في العراق.

و بالرغم من سعة هذه المساحة، فانها مليئة بالبساتين و القري، التي قد تصل الي الف و مائني قرية لکل مدينة. و معه يمکن تقدير سکانها بما لا يقل عن عشرة ملايين من البشر. فتکون بذلک دولة متوسطة الحجم، يمکن ان



[ صفحه 74]



تشکل المجتمع النموذجي الاسلامي علي احسن طراز.

و تتصف هذه المجموعة بالجمال الطبيعي و الرفاه الاقتصادي الي حد بعيد،بحيث تخون اللغة لسان الراوي في وصفه. و يکفينا من ذلک ان اکثر دورها مبنية بالرخام الشفاف، و يحيط کل مدينة مئات المزارع و البساتين ذات الهواة الطلق و الفواکه العديدة.

و تنص رواية الانباري بان الذثاب و الغنم يعيشون في هذه المزارع بصداقة و الفة. و ان السباع و الهوام مطلقو السراح ما بين الناس، من دون ان يضروا احد او يوجيوا حادثا او مرضا.

و تشتمل المدن علي اسواق کثيرة فيها من الامتعة المعروضة ما لا يوصف و لا يتناهي،. فيها حمامات کثيرة. و فيها مسجد اعظم يجتمع الناس لاقامد الصلاة. و توجد حول المدينة اسوار و قلاح و ابراج عالية من جهة البحر، لاجل ان تزداد منعة و قوة.

و اما دين الشعب الساکن في هذه البلاد، فهو الاسلام علي المذهب الامامي الاثنا عشري.

و اما اخلاقهم الکريمة، فحدث عنها و لا حرج، يصفها الانباري بانها احسن اخلاق علي وجه الارض. فهم في الامانة و التدين و الصدق بلا مثيل، و کلامهم خال من اللغو و الغيبة و السفاهة و الکذب و النميمة. و يودون الحقوق المالية الشرعية. و تسود معاملاتهم روح الثقة و حسن الظن الي حد يقول البائع للمشتري: زن لنفسک و خذ، فان اخذک لحقک غير متوقف علي وجودي. و بمجرد ان يعلن الموذن دخول وقت الصلاة، يترک الناس اعمالهم و يتوجهون رجالا و نساء الي ادائها.

و تتصف مجتمعات هذه المدن بالتضامن و الالفة، فاذا احتاجت بعض الجزر او المدن الي مساعدة، او کانت خالية من الزارعة، ارسلت اليها الميرة و البضائع الکثيرة، من المدن الاخري الحافلة بالخير و البرکات، تبرعا دون مقابل.



[ صفحه 75]



ويحکم هذه المجتمعات حاکم واحد، کما في رواية المازندراني، او عدة حکام، کما في رواية الانباري... منصوبين من قبل الامام المهدي عليه السلام، بحيث يعتبر اهم حاکم نائبا خاصا له عليه السلام. و من ثم فهو يقيم صلاة الجمعة، لتحقق شرط وجوبها، و هو وجود الامام المعصوم او نائبه الخاص.

و هو الذي يقيم صلاة الجماعة في کل وقت، و هو الذي يفتي الناس بالمسائل الشرعية، و يقضي بينهم. بل تنص رواية المازندراني انه يدرس العلوم العربية و اصول الدين والفقه الذي تلقاه عن صاحب الامر المهدي عليه السلام. و هو الذي يجادل عن المذهب ان لزم الامر، و يکون جداله حادا و صريحا، و يکون هو الظاهر في الجدال علي خصمه علي طول الخط. و له من الکرم و حسن الضيافة الشي ء الکثير.

و قد سبق ان عرفنا اسماء عدد من حکام تلک البلاد. و قد کان منهم خمسة من اولاد المهدي (ع) نفسه، في رواية الانباري، و واحد من احفاده في رواية المازندراني.

يطاع الحاکم هناک من قبل شعبه اطاعة تام، وله فيهم الکلمة النهائية، و له في قلوبهم المهابة و الوقار. و قد يخبر بما ينبغي أن يکون جاهلا به عادة، کاسم الشخص المسافر الطاري ء علي البلاد، فيکون هذا آية صدقه و اساس حکمه. و ليس هو اخبارا بالغيب و انما يرويه عن الامام المهدي (ع) و لو بالواسطة، و الامام المهدي (ع) عالم بتعاليم الله عزوجل اياه، بالالهام او نحوه. و من هنا يقول الراوي، فقلت: و من اين تعرفني باسمي و اسم ابي؟ قال: اعلم انه قد تقدم الي وصفک و اصلک و معرفة اسمک و شخصک و هيئتک و اسم ابيک رحمه الله. [1] و انما تقدم ذلک اليه من المهدي عليه السلام.

و المهدي (ع) يسکن في تلک المجتمعات نفسها بنحو منعزل لا يراه حتي الحکام انفسهم بالرغم مما يتصفون به من اخلاص و وثاقة. و اذا خرج الي الحج او الي اي مکان آخر، فانه يعود اليها تارة اخري.



[ صفحه 76]



و هو يعطي تعليماته للحاکم عن طريق المراسلة، فيما يحتاجه من البت في امور الناس من المحاکمات و غيرها، کما تنص علي ذلک رواية المازندراني. و بذلک يکون له الاشراف المباشر علي سائر هذه الدولة النموذجية، و يبقي ذکره فيها حيا و قانونه نافذا. و تتربي الاجيال علي الاخلاص له و انتظار فرجه، و هو امر عام بين سائر افرا الشعب هناک الي حد لايکادون يقسمون الا به في کلامهم الاعتيادي.

فهذا هو الوصف العام لهذا المجتمع النموذجي الذي دلت عليه هاتان الروايتان. الا انهما لايمکن ان يکون لهما جانب من الصحة علي الاطلاق. و ذلک لوجوده عدة اعتراضات نذکر منها ثلاثة رئيسية:

الاعتراض الاول:

ان الکرة الارضية الان، بل فيما قبل الان مرت بعدة قرون، قد عرفت شبرا شبرا و مسحت مترا مترا، و اطلع الناس علي خفاياها و زواياها. و بالرغم من ذلک لم يجد احد تلک المناطق و لا اطلع علي وجود تلک الجزائر و المدن. و لو کانت موجودة لعرفت يقينا، و لکانت من اهم العالم الاسلامي. اذن فهي غير موجودة قطعا.

واما الزعم بانها برمتها مختفيد عن الانظار، کما هو حال المهدي نفسه، لو صحت اطروحة خفاء الشخص... فهو ما حاول بعض الباحثين ان يقوله [2] مستشهدا بسعة قدرة الله تعالي، و بما روي من ان رسول الله (ص) کان احيانا يختفي عن کفار قريش في اثناء صلاته.

الا ان هذا الاستدلال يثبت الامکان العقلي لاختفاء هذه المدن، ولکنه لا يثبت وقوعه فعلا. و نحن نعترف بسعة قدرة الله تعالي علي ذلک و ما هو اهم منه و اوسع. الا اننا ننفي وقوع ذلک خارجا، و نثبت الفرق بين اختفاء المهدي (ع) و النبي (ص) من ناحية، و اختفاء هذه البلدان من ناحية اخري.

فان اختفاء المهدي (ع) و النبي (ص) انما يتحقق لتوقف حياتهما عليه تلک الحياة المذخورة لهداية الناس و اکمال الحجة عليهم، فيتکون الاختفاء مطابقا مع قانون المعجزات، و هو انه مهما توقف اکمال الحجة علي المعجزة اوجدها الله



[ صفحه 77]



جزما، و خرق بها النواميس الطبيعية، و لا توجد المعجزة في خارج هذا الحد. و بذلک سبق ان نفينا الاطروحة الاولي، لعدم احتياج المهدي (ع) في سلامته الي الاختفاء الدائم.

و اما بالنسبة الي بلد او مجتمع مسلم، يختفي اختفاء شخصيا برمته، کما يدعي هذا الباحث... فليس الامر فيه ان اقامة الحجة او اکمالها متوقف علي وجود المعجزة. فان المفروض ان افراد المجتمع قد اعتنقوا الاسلام و اخلصوا له و تمت حجته عليهم. فاي حجة تبقي بعد ذلک لنحتاج الي المعجزة. و انما المفروض ان سلامته من الاعداء متوقف علي اختفائه... الاان ذلک مما لا يعرف في الاسلام، و هو خارج عن القانون العام لاقامة المعجزات. اذن فالمعجزة غير متحققة، فلو کان موجودا لکان ظاهرا لامحالة. و لو کان ظاهرا لکان معروفا. و حيث انه غير معروف و لا ظاهر، اذن فهو غير موجود.

و لو صح اختفاء مجتمع مسلم لسلامته من الاعتداء، لصح اختفاء مجتمعات مسلمة کثيرة تعرضت للغارات العديدة علي مر التاريخ. علي ان ذلک لم يحدث. و لو کان قانون المعجزات يوجب حدوث ذلک، لحدث علي اي حال.

و قد يقال: بان لهذا المجتمع المفترض خصوصية کبري تميزه عن سائر المجتمعات، و هو وجود الامام المهدي فيه، فمن الجائز ان يخصه الله تعالي بالاختفاء.

الا ان هذه الفکرة غير صحيحة بالمرة. اذ لو توقفت سلامة الامام عليه السالم و بقائه و غيبته، علي غياب هذه المدن، لکا امرا صحيحا. الا ان هذا التوقف غير موجود بالمرة، اذ قد عرفنا بان الامام المهدي (ع) يمکنه ان يحرز سلامته و غيبته في اي مکان من العالم علي کلا الاطروحتين الرئيسيتين. و معه لاتبقي لذلک المجتمع اي خصوصية من هذه الناحية.

بل من المستطاع القول، بالنسبة الي ما ذکرناه من اتمام الحجة: انه ليس فقط ان اقامة الحجة علي هذا المجتمع لايتوقف علي اختفائه کما قلنا، بل ان اکمال الحجة عليه يتوقف علي ظهوره و کونه جزءا من العالم البشري المنظور. و ذلک انطلاقا من قانون التمحيص الالهي الثابت عقلا و نقلا، علي ما سنفصله في باب قادم من هذا التاريخ.



[ صفحه 78]



فان الفرد المسلم و المجتمع المسلم، کلما واجه التيارات الکافرة علي مختلف مستوياتها، و صمد تجاه الانحرافات الجائرة، وضحي في سبيل دينه، کلما يکون ايمانه اقوي و ارسخ، و ارادته امضي و اعظم. فاصطدامه مع الکفر و الانحراف في حرب جسدية او عقائدية، جزء من المخطط الالهي للتمحيص و الامتحان... وليهلک من هلک عن بينة، و يحيي من حي عن بينة. و بذلک يکون اکمال الحجة متوقفا علي هذاالاصطدام، و سنري في مستقبل هذا التاريخ ان يوم الظهور الموعود للمهدي (ع) مما يتوقف علي هذا التمحيص. و هذا الاصطدام انما يحدث و التمحيص انما يتحقق، فيما اذا کان المجتمع ظاهرا للعيان متفاعلا مع العالم الخارجي، دون ما اذا کان مرتاحا في اختفائه منساقا مع احلامه.

اذن فالقانون العام للتمحيص و قانون المعجزات منافيان لاختفاء اي مجتمع مسلم و انعزاله عن العالم، و معه فلو کان هذا المجتمع موجودا لکان ظاهرا. و حيث انه غير ظاهر اذن فهو غير موجود.

و هذا هو مرادنا مما قلناه فيما سبق، من ان هاتين الروايتين مبتنيتان علي الاساس الذي تبتني عليه الاطروحة الاولي، و قد عرفنا الان انه اسوا حالا و اشد بعدا من الاطروحة الاولي بکثير حيث برهنا علي بطلان تلک الاطروحة بالاستغناء عنها بالاطروحة الثانية. و اما هذه المدن،فکلا من قانوني المعجزات و التمحيص، ينفيان اختفاءهما بالصرورة.

و ليت شعري، لم يلتفت هذا الباحث الذي يدعي اختفاء هذه المدن الکثيرة، الي ان سياق الروايتين الدالتين علي وجودها مناف مع هذه الفکرة: وذلک انطلاقا من نقطتين اساسيتين:

النقطة الاولي:

ما نصت عليه رواية المازندراني، من ان البحر الابيض انما سمي بذلک لوجود ماء صاف کما

الفرات حول الجزر، اذا دخلته سفن الاعداء غرقت بقدرة الله تعالي و برکة المهدي عليه السلام.

فان هذه الجزر اذا کانت مختفية عن الانظار. کيف يهتدي اليها الاعداء. بل يکفي اختفاؤها حماية لها کما هو واضح. فوجود مثل هذا الماء الصافي - لو



[ صفحه 79]



صح ادل دليل علي عدم الاختفاء.

النقطة الثانية:

ان الاختفاء لو کان صحيحا، لکان اللازم ان لاتنکشف هذه الجزر لاحد من الخارج الا لمن لديه القسم العالي من الاخلاص و الوثاقة من المسلمين. حيث يکون انکشافها لغير هولاء الافراد مظنة للخطر، و طريقا محتملا لهجوم الاعداء، بشکل أو آخر.

في حين أن قافلة هذا الراوي في البحر، وصلت الي هذه الجزر، بما فيها من مسلمين علي اختلاف مستوياتهم و مذاهبهم، و بما فيها من مسيحيين! اذن فوجود هولاء يوکد عدم الاختفاء.

الاعتراض الثاني:

ان هاتين الروايتين للانباري و المازندراني، منافيتان و معارضتان،مع عدد من الاخبار الواردة بمضامين مختلفة... تنفق کلها علي نفي مصمون هاتين الراويتين، کل من ناحيته الخاصة. و من الثابت أنه کلما تعارض الخبر و الخبران مع مجموعؤ ضخمة من الاخبار، توجب القطع بمضمونها المشترک،- قدمت المجموعة الضخمة لامحالة، و لم يبق للخبر و الخبرين اي اعتبار.

و تتمثل هذه المجموعة المعارضة في هذا الصدد، في عدة اشکال من الاخبار:

الشکل الأول:

اخبار التمحيص و الامتحان الالهي، کقول الامام الباقر عليه السلام: هيهات هيهات لايکون فرجنا حتي تغربلوا ثم تغربلوا - يقولها ثلاثا - حتي يذهب الله تعالي الکدر و يبقي الصفو. و قول الامام الصادق عليه السلام: و الله لتميزن. والله لتمحصن. و الله لتغربلن، کما تغربلن الزوان من القمح.

و هي اخبار کثيرة تدل علي قانون الهي وقعت من اجله الغيبة الکبري، علي ما سنوضح في مستقبل هذا التاريخ. و هو قانون عام علي کل البشر، و غير قابل للتخصيص باستثناء مجتمع او عدة مجتمعات منه. و قد عرفنا ان الاختفاء عن الانظار ينافي معني الاختبار و التمحيص، و يستلزم عدم شمول هذا القانون



[ صفحه 80]



للمجتمع المختفي. و معه تکون الاخبار الدالة علي التمحيص دالة علي نفي وجود مجتمع غير مشمول لهذا القانون.

الشکل الثاني:

ما دل علي سکني المهدي (ع) في اماکن اخري غير ما دلت عليه هاتان الروايتان، کالمدينة المنورة، في احد الاخبار التي سمعناها، و کالبراري و القفار في خبر آخر سمعناه.

و نحن و ان کنا قد ناقشنا في هذين الخبرين، الا ان ذلک لاينافي وقوعها طرفا للمعارضة مع الروايتين، ليشارکا مع المجموعة في اسقاطهما عن الاعتبار. علي ان هناک اخبار اخري تدل علي سکني المهدي (ع) في اماکن اخري، غير ما سبق، لا حاجة الي الافاضة فيها فعلا.

الشکل الثالث:

الاخبار الکثيرة الدالة علي مشاهدة المهدي (ع) في غير هذه المدن المفروضة... بکثرة لا يستهان بها، علي ما سياتي في الفصل الاتي.

فتدل هذه الاخبار، علي وجود المهدي (ع) ردحا من الزمن، خارج تلک المناطق المفروضة، بل ان سکناه الغالبة ليست هناک. و هو معني علي خلاف ما ادعته هاتان الروايتان من سکناه و وجوده الغالب في تلک المناطق.

اذ لو کانت سکناه هناک حقا، لم يکن مقابلته في خارج تلک المناطق، الا علي سبيل الصدقة او نتيجة للمعجزة. و کلاهما لايمکن افتراض وقوعه في المقام: اما الصدقة، فلکثرة المشاهدات الي حد يقطع بتعمد الاما مالمهدي (ع) لها و ليست علي سبيل الصدفة. و اما المعجزة فلعدم انطباق امورد علي قانون المعجزات،لعدم انحصار سبب اقامة الحجة علي هذه المعزجة التي تقوم من اجل المقابلة.

بل يمکن القول: بان الانطباق العام الذي تعطيه اخبار المقابلات مع المهدي (ع) في غيبته الکبري، ه وکونه ساکنا في العراق، و اذا حصلت المقابلة في غير هذه البلاد، فانما هي لمصلحة مهمة اقتضتها. و هذا ما سياتي التعرض له في الفصل الاتي مقرونا بالتبرير النظري الذي يبني عليه. و من الواضح ان سکناه في العراق ينافي سکناه في تلک المدن المفروضة.



[ صفحه 81]



الشکل الرابع:

الخبر المتوارت عن النبي (ص) بالفاظ متقاربة، من ان المهدي (ع) بعد ظهوره (يملا الارض قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا).

و امتلاء الارض جورا و ظلما يستلزم ان أکثر أهل الأرض بما فيهم أکثر أفراد المجتمع المسلم أيضا، أصبحوا ظالمين منحرفين... بحيث لايمکن افتراض وجود مجتمع کامل باق علي اخلاصه الکامل للاسلام. و مثل هذا العموم المعطي في هذا الحديث غير قابل للتخصيص و الاستثناء. و معه فوجود مجتمع ا وعدة مجتمعات برمتها باقية علي اخلاصها للاسلام، يکون معارضا لذلک الخبر المتواتر لامحالة. و مهما تعارض الخبر الواحد مع المتواتر، اخذنا بالمتواتر و طرحنا الخبر الواحد.

و قد يخطر في الذهن: ان المراد من الارض التي تمتلي ء ظلما و جورا، في الحديث النبوي، هو الأرض المنظورة، کما هو الظاهر من الفظ الأرض، دون الأرض المختفية، کما دلت عليه هاتان الروايتان. و معه فلا منافاة بين الحديث النبوي المتواتر و بينها.

و جواب ذلک: أننا عرفنا في الاعتراض الأول أن هاتين الروايتين دالتان علي عدم اختفاء المدن التي تخبر عن وجودها. و انما کان اختفاؤها رايا لبعض الباحثين. و قد ناقشناه. و معه تکون هذه المدن - علي تقدير وجودها - من الارض المنظورة، فيشملها الحديث النبوي، فيدل علي عدم وجودها.

و قد يخطر في الذهن ايضا: ان هذه المجتمعات وجدت مخلصة للاسلام خلال الغيبة الکبري، و هذا لا ينافي کونها تصبح منحرفة بعد ذلک قبل ظهور المهدي (ع) ليصدق الحديث النبوي الشريف.

و جواب ذلک: ان هذه المجتمعات المفروضة، قائمة علي اساس الدوام و الاستمرار في نظامها الاسلامي،و غير قابلة للانحراف، بعد الالتفات الي کونها تحت الاشراف الدائم للامام المهدي (ع) نفسه، کما نطقت به تانک الروايتان.

هذا... و هناک غير هذه الأشکال من الروايات الصالحة لمعارضة الروايتين، مما لا نريد الاطالة بذکره، و هو لايخفي علي المتتبع المتأمل.



[ صفحه 82]



الاعتراض الثالث:

ان المجتمع المزعوم غير منسجم مع عدد من تعاليم الاسلام المهمة، في تکوينه الفکري و نظامه الاجتماعي. فهو مجتمع اسلامي ناقص من حيث التطبيق. اذن فالمهدي (ع) لم يوسسه اذ ان المجتمع الذي يکون المهدي (ع) موسسا له و مشرفا عليه، لايکون الا مجتمعا کاملا عادلا من جميع الجهات. و خاصة بعد ان تتربي عدة اجيال تحت هذا الاشراف، في جو من الصيانة و الحفظ عن الاعداء، کما هو المفروض في هذه المجتمعات.

و يمکن ان ننطلق الي بيان هذا النقص عن طريق العوامل التي تدخلت في ذهن الراوي، خلال روايته، و قد مزج بينها مزجا عجيبا ليعرب عن فکرته في تکوين المجتمع العادل و «المدينة الفاضلة». و نقصد بالراوي کلا من الانباري و المازندراني اللذن رويا تنيک الروايتين.

العامل الأول:

العامل الحضاري او المدني - بالاصح -، ذلک الذي کان يعيشه الراوي في القرنين السادس و السابع الهجريين. و قد اتضح تاثره بهذا العامل من عدة امور ذکرها خلال الرواية:

الأمرالاول:

وجود اسوار و ابراج و قلاع للمدينة تجاه البحر، فان هذه هي وسيلة الدفاع الأساسية في تلک القرون.

الأمر الثاني:

وجود ماء صاف يوجب غرق السفن المعتدية. و قد کانت السفن البحرية اهم اساليب الهجوم في ذلک العصر.

الأمر الثالث:

ان الراوي اکد علي وجود مساجد و حمامات و اسواق کثيرة، و هي المؤسسات الاساسية المشار اليها في کل مدينة في ذلک الزمان. و لو کان الراوي يعرف المدارس و المستشفيات و الجمعيات و نحو ذلک، لقال انها موجودة هناک ايضا.



[ صفحه 83]



الأمر الرابع:

انعدام الاشارة الي التجارة في کلتا الروايتين، و ظهورهما بانحصار سبل العيش بالزراعة تقريبا، الا ما کان من قبيل التجارات السوقية الصغيرة و الحرف اليدوية.

الأمر الخامس:

التأکيد علي وجود ريف واسع يحيط بکل مدينة، يکتون من قري کثيرة. و هذا هو الشکل الذي کانت عليه المدن بشکل أو آخر، في عصر الراوي، و کان الريف ناشئا من الشکل الاقطاعي و الطبقي للمجتمع، و من هنا حصل التمييز بين القرية و المدينة. و هو مما لا يعترف به نظام الاسلام.

و هناک امور اخري غير هذه، لاحاجة الي سردها. و نستطيع ان نوکد ان المجتمع الذي يکون باشراف المهدي (ع)، حيث تتربي الاجيال برايه و قانونه، لا يمکن ان يبقي ذو صبغة مدنية واطئة، کما وصفه الراوي... لا اقل من وجود فکرة مبسطة عن المدارس و المستشفيات و التجارة، و محاولة لتطوير وسائل الدفاع، و تطوير القري و تثقيف اهلها لکي يصل المجتمع الي العدل الکامل.

العامل الثاني:

العامل الفکري او الاتجاه السياسي المرکوز في ذهن الراوي نتيجة لشکل الحکم السائد في الدول في تلک العصور.

فکما ان الدول کانت في الاعم الاغلب محکومة في ذهن الراوي نتيجة لشکل الحکم السائد في الدول في تلک العصور.

فکما ان الدول کانت في الاعم الاغلب محکومة لملوک مستبدين، يکون الملک فيها هو الحاکم بامره، المطلق العنان في التصرف، و ليس له مجلس وزراء و لا برلمان و لا لجنة استشارية و لا هيئة قضائية، و لا اي شي ء من هذا القبيل. بل هو أما أن يمارس ذلک بنفسه ان استطاع، و اما ان يهمل ذلک اهمالا... فکذلک ينبغي ان يکون المجتمع العادل، في راي الراوي.

مع ان هذا بعيد عن روح الاسلام کل البعد، فان الاسلام و ان کان يري للرئيس صلاحية مطلقة في التصرف، الا انه لا يتوقع منه القيام فعلا بکل شي ء. بل انه يوزع صلاحياته علي المومنين الموثوقين من شعبه، کل حسب قابليته و موهبته. فهناک قضاة وهناک مستشارين و هناک سلطة تنفيذية کاملة، بحسب ما



[ صفحه 84]



يحتاجه کل ظرف من سلطات.

و هذا ما اسقطه الراوي بالمرة من مدينته الفاضلة. فيکون هذا المجتمع ناقصا من حيث التطبيق الاسلامي نقصانا کبيرا.

و قد يخطر في الذهن: بان التدبير المباشر حيث کان موکولا الي المهدي (ع) عن طريق المراسلة، فلا حاجة الي کل هذه التشکيلات.

و جواب ذلک:

ان هذا الاشراف يقتضي الامساک بالزمام الاعلي للدولة و تحديد سياستها العمة و قواعدها الکليد من الناحية القانونية و الاجتماعية و العقائدية. و اما البت في جزئيات الامور الملايين الناس، فهو مما يتعذر ايجاده بالمراسلة کما هو معلوم، الا عن طريق المعجزة. المعجزة لا تکون هي الاساس اصلا في العمل الاسلامي و قيادة الدول، بعد تمامية الحجة علي الناس.

و قد يخطر في الذهن، ان النبي (ص) کان يقود الامة الاسلامية بمفرده، فکذلک ينبغي ان يکون عليه الرئيس الاسلامي في کل عصر.

و جوابه:

ان هناک فروقا بين النبي (ص) و بين غيره عامة و هولاء الذين يحکمون هذه المدن المزعومة خاصة، نذکر منها فرقين:

الفرق الاول:

ان المسلمين کانوا قلة نسبيا و کانت حاجاتهم بسيطة و دخلهم الاقتصادي واطي ء، فکانت القيادة الاجتماعية لشخص واحد عبقري کالنبي (ص) بمکان من الامکان. و اما عند تکثر الناس و تعقد الحاجات وسعة الدولة، فلايکون ذلک ممکنا باي حال، مهما کان القائد عبقريا، لوضوح، استحالة النظر في مئت القضايا في وقت قصير.

الفرق الثاني:

ان النبي (ص) کان يقود مجتمعه بالصراحة و المواجهة، علي حين تقول الرواية ان المهدي (ع) يقود ذلک المجتمع بالمراسلة. و من الواضح ان ما تنتجه المراسلة لا



[ صفحه 85]



يمکن ان يصل الي نتائج المواجهة باي حال.

العامل الثالث:

العامل الفکري و الاتجاه الاجتماعي للقواعد الشعبية المتدينة و علمائها، بشکل عام، في حقبة من الغيبة الکبري، و لا زال هذا الاتجاه موجودا عند التقليديين من الناس.

و يتجلي تاثر الراوي بهذا العامل، في عدة امور:

الأمر الأول:

الترکيز في العمل الاسلامي علي جانب العبادات، و الاهمال الکامل او الغالب للعلاقات الاجتماعية العامة، و لوظيفة الامر بالمعروف و النهي عن المنکر، و نحوها من المسؤوليات العامة في الاسلام، مما هو قليل في مجتمعاتنا المسلمة منذ عهد غير قريب.

و من هذه الزاوية انطلق الراوي، الي مدينته الفاضلة، فکانت لهذه المسؤوليات، زاوية مهملة فيها.

الأمر الثاني:

الاقتصار في العمل الاسلامي عند العلماء التقليديين علي التدريس و اقامة الجماعة و الافتاء اذا سالهم أحد... و لا شي ء غير ذلک، ما عدا مصالح شخصية لا تمت الي المجتمع بصلة.

اذن فينبغي ان يکون الرئيس الاعلي للمدينة الفاضلة، مقتصرا في عمله علي امثال هذه الامور.... باعتقاد هذا الراوي.

مع ان علماءنا، و ان کانوا - في الاغلب - کذلک، باعتبار ضعفهم و قصورهم عن تولي الحکم في المجتمع. و اما الرئيس الاعلي للدولة الاسلامية، ففتواه هي القانون العام، و تدريبه هو التوجيه السياسي العام لاطلاع الشعب علي آلامهم و آمالهم و حلول مشاکلهم. و يقوم بنفسه او نائبه الخاص باقامة صلاة الجمعة و خطبتها. و اما تدريس العلوم العربية، بل والفقه ايضا... و اما اقامة صلاء الجماعة في سائر الايام، فقد تکون مسووليات الرئيس و تعقد اعماله مانعا عن



[ صفحه 86]



الالتزام بها و الاستمرار عليها. و انما يوکل ذلک الي غيره من ذوي الکفاءة الاسلامية، کما يوکل القضاء ايضا و جانب کبير من السلطة التنفيذية اليهم ايضا.

و لکل ذلک مما لم يعرب عنه الراوي في مدينته، فتکون مديند ناقصة اسلاميا غير فاضلة.

الامر الثالث:

ما هو موجود بين اغلب اهل المذاهب الاسلامية، علي اختلافها، من التاکيد علي الاتجاه المذهبي، و غض النظر عن المفهوم الاسلامي العام. و هذا بعيد عن تعاليم الاسلام کل البعد. مع ان هذا موجود بوضوح في المجتمع المزعوم علي مستويين:

المستوي الاول: الجدل المطول العميق الذي اهتم به الحاکم في المجتمع المفروض.... ذلک الجدل القائم علي اساس مذهبي خالص. فقد کان مهتما باثبات صدق احد المذاهب الاسلامية ضد المذاهب الاخري و لم يکن مهتما باثبات صدق الاسلام ضد الاديان و المبادي الاخري، في حين کان بين الحاضرين مسيحي او عدة مسيحيين، لم يفکر هذا الحاکم ان يناقشهم لادخالهم في الاسلام. و هو من الامور الموسفة الشديدة الغرابة.

المستوي الثاني:

عدم تصدي المجتمع المفروض، مع انه يتخذ شکل الدولد الاسلامية، الي هداية العالم الخارجي، لابدعاية عامة و لابحرب جهادية. مع ان من اوضح تعاليم الاسلام و واجابته هو ولاية الدولة الاسلامية علي العالم و وجوب هدايته الي الحق. و لم تکد تتخلي اي دولة اسلامية في التاريخ عن هذا الواجب، بل طبقته بحسب الامکان تطبيقا واقعيا او شکليا. فما بال هذه الدولة المزعومة قد تخلت عن هذا الواجب المقدس.

العامل الرابع:

تاثر الراوي بما سمعه عن اتجاهات الائمة المعصومين عليهم السلام و اعمالهم، حال وجودهم قبل الغيبة.

و يظهر ذلک واضحا في روايته من جهتين:



[ صفحه 87]



الناحية الاولي:

ما سمعه الراوي من اقامة الائمة (ع) للمعجزات و نطقهم بالاخبار بالغيب. اذن فينبغي - في رايه - ان يکون حاکم تلک البلاد المزعومة، مظهرا للمعجزات و ناطقا بالمغيبات.

الا ان ذلک لا يجب ان يکون موجودا في الدولة الاسلامية، فان قيادتها و تدبير الامور فيها لايعود الي المعجزة بحال، بعد تمامية الحجة علي شعبها في اول دخول الاسلام اليهم او دخولهم في الاسلام. و علي ذلک قامت دولة النبي (ص)، و حسبنا من ذلک قوله (ص): انما اقتضي بينکم بالبينات و الايمان. وهو حديث صحيح مستفيض، يراد بالحصر فيه انه (ص) لا يستعمل المعجزة و علمالغيب المسبق في القضاء. و کذلک الحال في سائر التدابير الدولة، فيما لايعود الي اقامة الحجة بصلة.

و قد يخطر في الذهن: ان الاخبار بالغيب الذي صدر من حاکم تلک البلاد، ين ناداه باسمه و اسم ابيه، کان من اجل اقامة الحجة عليه، فيکوم مطابقا لقانون المعجزات.

و جواب ذلک: ان هذا امر محتمل، ولکن ينافيه وجود مناسبات اخري لاقامة الحجة في ذلک المجتمع، لم تقم فيها المعجزة. حيث کان هناک مسيحيون تجب هدايتهم الي الاسلام، و کان هناک مسلمون من مذاهب اخري، اضطر الحاکم الي الدخول معهم في جدل طويل، مع انه کان يمکن ان يستغني بالمعجزة. و من المعلوم ان هذه المناسبات اولي من مجرد اخبار المسافر باسمه مع کونه متدينا علي نفس المذهب و الدين.

الناحية الثانية:

ما سمعناه في تاريخ الغيبة الصغري من تکريس الائمة عليهم السلام، الاعم الاغلب من جهودهم في قيادة قواعدهم و مواليهم، و تدبير شوونهم و محاولة دفع الأخطارعنهم. اذن فينبغي أن تکون الدولة في عصر الغيبة علي ذلک، في راي الراوي.

مع ان هذا الراي مخدوش من جبهتين:



[ صفحه 88]



الأولي: أن الأئمة (ع) و ان کرسوا غالب جهودهم في سبيل ذلک الهدف، الا أن لهم أعمالا کثيرة علي المستوي الاسلامي العام في ارتباط بعلماء المذاهب الأخري و التقرب الي قواعدهم الشعبية، کما سمعنا طرفا منه في تاريخ الغيبة الصغري، و هذا مما لم يلتفت اليه الراوي ليطبق مجتمعه عليه.

الثانية: ان الائمة عليهم السلام انما کرسوا جهودهم في قواعدهم الشعبية، باعتبار انعزالهم عن الحکم و بعدهم عن المستوي السياسي العالي، بسبب ما کانوا يواجهونه من الضغط و المطاردة من الجهاز الحاکم يومئذ.

و اما «المدينة الفاضلد» التي تکلم عنها الراوي، فهي - لو صحت - تمثل دولة اسلامية. والدولة الاسلامية يجب عليها ان تفرض سلطتها علي کل المجتمع المسلم بما فيه من مذاهب واتجاهات بل و بما فيه من أديان... بشکل متساو، و تستهدف المصلحة الاسلامية العليا بالنسبة الي الجميع. و هذا حکم اتفقت عليه سار المذاهب الاسلامية، و طبقته کل الدول المسلمة علي مر التاريخ.

و لا يجوز للدولة الاسلامية ان تقصر سلطانها علي الشعب الموافق لها في المذهب باي حال من الاحوال. کما اراد هذا الراوي ان يقول.

و معه فقد تحصل من هذا الاعتراض الثالث ان هناک ما لا يقل عن اثنتي عشرة جهة من جهات النفص المهمة في التطبيقات الاسلامية، في هذه لمدينة الفاضلة. و بعضها تکاد تکوم من ضروريات الدين علي مستوي الحکم الاسلامي العام.

اذن فهذا المجتمع المزعوم غير موجود، اذ لو کان موجودا و کان تحت الحکم المباشر للمهدي (ع) و قيادته، لما امکن ان يکون ناقصا باي حال.

اذن، فانطلاقا من هذه الاعتراضات الثلاثه، و اعتراضات اخري لا مجال لتفصيلها، تسقط الروايتان للانباري و المازندراني عن الاعتبار، و معه فلا يبقي دليل تاسيس المهدي (ع) في غيبته الکبري مجتمعا نمموذجيا. و انما هو مذخور للقيام بدولة الحق و العدل في العالم کله في اليوم الموعود. عجل الله فرجه.



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] البحار، ج 13، ص 140.

[2] انظر النجم الثاقب ص 227.