و قد اختصت به أيضا المصادر الامامية، و وصفت حرکته بأنها حق... باعتبار کونه داعيا الي المهدي عليه السلام.

روي النعماني [1] عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: «للقائم خمس علامات: السفياني و اليماني..» الخ الحديث.

و في رواية أخري عنه (ع) [2] في تعداد أمور محتومة، قال: واليماني من المحتوم.

و روي أيضا [3] عن الامام الرضا (ع) أنه قال: «قبل هذا الأمر: السفياني و اليماني...» الحديث.

و في رواية أخري [4] عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) في رواية طويلة ذکر فيها راية السفياني و الخراساني، ثم قال: «و ليس في الرايات راية اهدي من راية اليماني. هي راية هدي، لأنه يدعو الي صاحبکم، فاذا خرج اليماني حرم بيع السلاح علي الناس وکلهم مسلم. و اذا خرج اليماني فانهض اليه، فان رايته راية هدي، و لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلک، فهو من أهل النار، لأنه يدعو الي الحق، و الي طريق مستقيم».



[ صفحه 526]



و أخرج الشيخ [5] عن أبي عبدالله عليه السلام، حديث الخمس علامات، وعد منها: خروج اليماني.

و في رواية أخري [6] عن أبي عبدالله (ع) قال: «خروج الثلاثة: الخراساني والسفياني و اليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، و ليس فيها راية بأهدي من راية اليماني، يهدي الي الحق».

و في رواية أخري [7] عن محمد بن مسلم قال: «يخرج قبل السفياني: مصري و يماني».

الي غير ذلک من الروايات في مختلف المصادر الامامية. و هي مستفيضة تقريبا، و صالحة للاثبات التاريخي بالرغم من التشدد السندي الذي اتخذناه، اذ ليس في مقابلها قرينة نافية. الا أن ما يثبت بها هو حرکة اليماني في الجملة، و أما سائر الصفات، بما فيها کونه علي حق، فهو مما لا يکاد يثبت بالتشدد السندي.

فاذا تم ذلک، أمکن حمله عل بعض الحرکات التي حدثت في اليمن. فيکون من العلامات التي حدثت في التاريخ. و هذا هو المطابق لمنهجنا في البحث. لکن لو افترضنا الاعتراف بکونه علي حق، و احختملنا أن يکون قائد الحرکة يمانيا و ان لم تکن الحرکة في اليمن، أو کان منطلق الحرکة اليمن و لم تقتصر عليها، فتکون من الأمور الموعودة التي لا دليل علي سبق حدوثها.

و أما علي المستوي الرمزي، فهي تمثل حرکة أهل الحخق في مقابل الانحراف و الضلال الموجود في عصر الغيبة، علي ما سنذکره.