بازگشت

کيف يعلم الامام بوقت ظهوره


فإن قيل: إذا علّقتم ظهور الإمام بزوال خوفه من أعدائه، وأمنه من جهتهم:

فکيف يعلم ذلک؟

وأيّ طريق له إليه؟

وما يضمره أعداؤه أو يظهرونه ـ وهم في الشرق والغرب والبّر والبحر ـ لا سبيل له إلي معرفته علي التحديد والتفصيل!

قلنا: أمّا الإمامية فعندهم: أنّ آباء الإمام عليه و (عليهم السلام)



[ صفحه 85]



عهدوا إليه وأنذروه وأطلعوه علي ما عرفوه من توقيف الرسول (صلّي الله عليه وآله) [1] علي زمان الغَيْبة وکيفيّتها، وطولها وقصرها، وعلاماتها وأماراتها، ووقت الظهور، والدلائل علي (تيسيره وتسهيله) [2] .

وعلي هذا لا سؤال علينا؛ لأنّ زمان الظهور إذا کان منصوصاً علي صفته، والوقت الذي يجب أن يکون فيه، فلا حاجة إلي العلم بالسرائر والضمائَر.

وغير ممتنع ـ مضافاً إلي ما ذکرناه ـ أن يکون هذا الباب موقوفاً علي غلبة الظنّ وقوّة الأمارات وتظاهر الدلالات.

وإذا کان ظهور الإمام أنّما هو بأحد أُمور: إمّا بکثرة أعوانه وأنصاره، أوقوّتهم ونجدتهم، أو قلّة أعدائه، أو ضعفهم وجورهم؛ وهذا أُمور عليها أمارات يعرفها من نظر فيها وراعاها، وقربت مخالطته لها، فإذا أحسَّ الإمام (عليه السلام) بما ذکرناه ـ إمّا مجتمعاً أو متفرِّقاً ـ وغلب في ظنّه السلامة، وقويّ عنده بلوغ الغرض والظفر بالأرب، تعيّن عليه فرض الظهور، کما يتعيّن علي أحدنا فرض الإقدام والإحجام عند الأمارات المؤمّنة والمخيفة.


پاورقي

[1] في «أ»: (عليه السلام).

[2] في «ج»: تيّسره وتسهّله.