بازگشت

امکان استخلاف الإمام لغيره في الغيبة والظهور


فأمّا ما مضي في السؤال من: أنّ الإمام إذا کان ظاهراً متميزّاً وغاب عن بلدٍ، فلن يغيب عنه إلاّ بعد أن ستخلف عيله مَنْ يُرْهَبَ کرهبته؟

فقد ثبت أنّ التجويز ـ في حال الغَيْبة ـ لإنْ يکون قريب الدار منّا، مخالطاً لنا، کافٍ في قيام الهيبة وتمام الرهبة.

لکنّنا ننزل علي هذا الحکم فنقول [1] : ومن الذي يمنع مَن قال بغِيْبة الإمام (من مثل ذلک، فنقول: إنّ الإمام) [2] لا يبعد في أطراف الأرض إلاّ بعد أن يستخلف من أصحابه وأعوانه، فلا بُدّ من أن يکون له، وفي صحبته، أعوان وأصحاب علي کلّ بلد يبعد عنه مَنْ يقوم مقامه في مراعاة ما يجري من شيعته، فإنْ جري ما يوجب تقويماً ويقتضي تأديباً تولاّه هذا المستخلف کما يتولاّه الإمام بفسه.

فإذا قيل: وکيف يطاع هذا المستخلف؟! ومِن أين يَعلم الوليّ الذي يريد تأدبيه أنّه خليفة الإمام؟!

قلنا: بمعجزٍ يظهره الله تعالي علي يده، فالمعجزات علي مذاهبنا تظهر علي أيدي الصالحين فضلاً عمّن يستخلفه الإمامُ ويقيمه مقامه.

فإن قيل: إنّما يرهب خليفة الإمام مع بُعْد الإمام إذا عرفناه وميّزناه!



[ صفحه 82]



قيل: قد مضي مِن هذا الزمان [3] ما فيه کفاية.

وإذا کنّا نقطع علي وجود الإمام في الزمان ومراعاته لأمورنا، فحاله عندنا منقسمة إلي أمرين، لا ثالث لهما:

أمّا أن يکون معنا في بلد واحد، فيراعي أُمورنا بنفسه، ولا يحتاج إلي غيره.

أو بعيداً عنّا، فليس يجوز ـ مع حکمته ـ أن يبعد إلاّ بعد أن يستخلف مَنْ يقوم مقامه، کما يجب أن يفعل لو کان ظاهر العين متميّز الشخص.

وهذه غاية لا شبهة بعدها.


پاورقي

[1] سقطت الجملة التالية من «م» لغاية کلمة «فنقول» التالية.

[2] ما بين القوسين سقط من «أ».

[3] کلمة «الزمان» ليس في «أ».