اهمية الکتاب
تظهر أهمية الکتاب ومنزلته الرفيعة إذا علمنا أنّ شيخ الطائفة الطوسي - قدّس سرّه - قد أورد مقاطع کبيرة ومهمة منه - تارة بالنص وأخري بإيجاز واختصار - وضمّنها کتابه «الغيبة» في «فصل في الکلام في الغيبة» تراها مبثوثة فيه، منسوبة إليه من دون التصريح باسم «المقنع».
[ صفحه 13]
ثم کانت هذه النقول ضمن ما نقله شيخ الإسلام العلامة المجلسي - المتوفي سنة 1110 هـ - عن کتاب «الغيبة» للشيخ الطوسي، وأودعه في موسوعته «بحار الأنوار» في الجزء 51 / 167 باب 12، في ذکر الأدلة التي ذکرها شيخ الطائفة رحمه الله علي إثبات الغيبة.
هذا، وإن العلامة المجلسي - قدّس سرّه - کان قد ذکر کتاب «المقنع في الغيبة» ضمن مصادر کتابه «بحار الأنوار» أثناء تعداده لها في مقدمته في ج 1 / 11، إلا أنني لم أعثر علي ما صرح بنقله عنه مباشرة، بالرغم من تفحصي في (البحار) قدر المستطاع!
وعليه: يصبح الکتاب أحد مصادر «بحار الأنوار» بالواسطة، لا مباشرة.
کما نقل أمين الإسلام الشيخ الطبرسي - المتوفي سنة 548 هـ - مقاطع مهمة من الکتاب ـ تارة بالنص وأخري بإيجاز وأختصار أيضاً ـ وأودعها في کتابه «إعلام الوري بأعلام الهدي» من المسألة الأولي حتي المسألة الخامسة، من الباب الخامس، تحت عنوان: «في ذکر مسائل يسأل عنها أهل الخلاف في غيبة صاحب الزمان (عليه السلام)...».
ولم يصرح أيضاً باسم «المقنع» وإن صرح بنقلها عن الشريف المرتضي
فاهتمام هؤلاء الاعلام بإيراد مقاطع مهمة أو اقتباسهم منه في مصنفاتهم، دليل علي إخباتهم بتقدم الشريف المرتضي وسبقه في هذا الميدان.
وفيما يلي ثبتّ يبينّ مقدار نقول الشيخين الطوسي والطبرسي - قدس سرهما - في کتابيهما من کتاب «المقنع»:
[ صفحه 14]