بازگشت

استکمال الشروط، أساس الوصول إلي النتيجة


وما للمخالف لنا في هذه المسألة إلاّ مثل ما عليه:

لأنّه يقول: إنّ النظر في الدليل إنّما يولّد العلم علي صفات مخصوصة، وشروط کثيرة معلومة، متي اختلّ شرط منها لم يتولّد العلم بالمنظور فيه.

فإذا قال لهم مخالفوهم: قد نظرنا في الأدلّة کما تنظرون فلم يقع لنا العلم بما تذکرون أنّکم عالِمون به؟

کان جوابهم: إنّکم ما نظرتم علي الوجه الذي نظرنا فيه، ولا تکاملت لکم شروطً توليدِ النظرِ العلمَ؛ لأنّها کثيرة، مختلفة، مشتبهة.

فإذا قال لهم مخالفوهم: ما تحيلوننا في الإخلال بشروط توليد النظر إلاّ علي سراب، وما تشيرون إلي شرط معيّن أخللنا به وقصّرنا فيه؟!



[ صفحه 69]



کان جوابهم: لا بُدّ ـ متي لم تکونوا عالمين کما علمنا ـ من تقصيرٍ وقع منکم في بعض شروط النظر؛ لأنّکم لو کمّلتم الشروط واستوفيتموها لعلمتم کما علِمنا، فالتقصير منکم علي سبيل الجملة واقع، وأنْ لم يمکننا الإشارة إلي ما قصّرتم فيه بعينه، وأنتم مع هذا متمکّنون من أن تستوفوا شروط النظر وتستسلموا للحقّ وتخلو قلوبکم من الاعتقادات والأسباب المانعة من وقوع العلم، ومتي فعلتم ذلک فلا بُدّ من أنْ تعلموا، والإنسانُ علي نفسه بصيرة.

وإذا کان هذا الجواب منهم صحيحاً، فبمثله أجبناهم.