بازگشت

التفرقة بين استتار النبي والإمام في أداء المهمة والحاجة إليه


فإن قيل: النبيُّ (صليّ الله عليه وأله) [1] ما استتر عن قومه إلاّ‍ بعد أدائه إليهم ما وجب أداؤه، ولم تتعلّق بهم إليه حاجة، وقولکم في الإمام بخلاف ذلک.

ولأنّ استتاره (صليّ الله عليه وآله) [2] ما تطاول ولا تمادي، واستتار إمامکم قد مضت عليه العصور وانقضت دونه الدهور!

قلنا: ليس الأمر علي ما ذکرتم؛ لأنّ النبيّ صليّ الله عليه وآله إنّما استتر في الشِعْب والغار بمکّة، وقبل [3] الهجرة، وما کان أدّي (صليّ الله عليه وآله) [4] جميع الشريعة، فإن أکثر الأحکام ومعظم القرآن نزل بالمدينة، فکيف ادّعيتم أنّه کان بعد الأداء؟!

ولو کان الأمر علي ما زعمتم من تکامل الأداء قبل الاستتار: لما کان ذلک رافعاً للحاجة إلي تدبيره (عليه السلام)، وسياسته، وأمره [5] في أمّته ونهيه.

ومَنْ هذا الذي يقول: إنّ النبي (صليّ الله عليه وآله) [6] بعد أداء



[ صفحه 54]



الشرع غير محتاج إليه، ولا مفتقَر إلي تدبيره، إلاّ معاندٌ مکابر؟!

وإذا جاز استتاره (عليه السلام) - مع تعلّق الحاجة إليه - لخوف الضرر، وکانت التبعة في ذلک لازمة لمخيفيه ومحوجيه إلي التغيب، سقطت عه اللائمة، وتوجهت إلي مَنْ أحوجه إلي الاستتار وألجأه إلي التغيب.

وکذلک القول في غيبة إمام غَيْبة إمام الزمان (عليه السلام).


پاورقي

[1] في «أ»: عليه وآله السلام.

[2] في «أ» و «ب»: (عليه السلام).

[3] في «ب»: قبل.

[4] في «أ» و «ب»: (عليه السلام).

[5] في «أ»: أوامره.

[6] في «أ»: (عليه السلام).