بازگشت

الغيبة استتاراً من الظلمة


أمّا سبب الغِيْبة فهو: إخافة الظالمين له (عليه السلام)، وقبضهم يده عن التصرّف فيما جُعل إليه التصرّف والتدبيرله؛ لأنّ الإمام إنّما ينتفع به إذا کان مٌمَکَّناً، مطاعاً، مُخلّيً بينه وبين أغراضه، ليقوِّم الجناة، ويحارب البغاة، ويقيم الحدود، ويسدّ الثغور، وينصف المظلوم من الظالم، وکلّ هذا لا يتمّ إلاّ مع التمکين، فإذا حيل بينه وبين مراده سقط عنه فرض القيام بالإمامة، فإذا خاف علي نفسه وجبت غَيْبته ولزم استتاره.

ومَنْ هذا الذي يُلْزمُ خائفاً - أعداؤه [1] عليه، وهم حنقون - أن يظهر لهم وأن يبرز بينهم؟!

والتحرّز من المضارّ واجبٌ عقلاً وسمعاً.

وقد استتر النبيّ صليّ الله عليه وآله في الشعب مرّة، واُخري في الغار، ولا وجه لذلک إلاّ الخوف من المضارّ الواصلة إليه.



[ صفحه 53]




پاورقي

[1] في «ج»: أعداءه.