لا خيار في الاستدلال علي الفروع قبل الأصول
فإن قيل: ألا کان السائل بالخيار بين أن يتکلّم في إمامة ابن الحسن (عليهما السلام) ليعرف صحّتها من فسادها، وبين أن يتکلّم في سبب الغيبة، فإذا بان أنّه لا سبب صحيحاً لها انکشف بذلک بطلان إمامته؟
قلنا: لا خيار في مثل ذلک؛ لأن من شکّ في إمامة ابن الحسن (عليهما السلام) يجب أن يکون الکلام معه في نفس إمامته، والتشاغل في جوابه بالدلالة عليها، ولا يجوز مع هذا الشکّ - وقبل ثبوت هذه الإمامة - أن يتکلّم [1] في سبب الغيبة؛ لأن الکلام في الفروع لا يسوغ إلاّ بعد إحکام الأصول.
ألا تري: أنّه لا يجوز أن يتکلّم في سبب إيلام الأطفال إلاّ بعد الدلالة علي حکمته تعالي، وأنّه لا يفعل القبيح، وکذلک القول في الآيات المتشابهات.
ولا خيار لنا في هذه المواضع.
[ صفحه 48]
پاورقي
[1] في «ج»: نتکلّم.