بازگشت

اصلان موضوعان للغيبة الإمامة، والعصمة


وبيان هذه الجملة:

إنّ العقل قد دل علي وجوب الإمامة، وإن کل زمان - کلف فيه المکلفون الذين يجوز منهم القبيح [1] والحسن، والطاعة والمعصية - لايخلو من إمام، وأن خلوه من إمام إخلال بتمکينهم، وقادح في حسن تکليفهم.

ثم دل العقل علي أن ذلک الإمام لا بد من کونه معصوماً من الخطأ



[ صفحه 35]



والزلل، مأموناً منه فعل کل قبيح.

وليس بعد ثبوت هذين الأصلين (إلاّ إمامة) [2] من تشير الإمامية إلي إمامته، فإن الصفة التي دل العقل علي وجوبها لا توجد إلاّ فيه، ويتعرّي منها کل من تدعي له الإمامة سواه، وتنساق الغيبة بهذا سوقاً حتي لا تبقي شبهة فيها.

وهذه الطريقة أوضح ما اعتمدعليه في ثبوت إمامة صاحب الزمان، وأبعد من الشبهة.

فإن النقل بذلک وإن کان في الشيعة فاشياً، والتواتر به ظاهراً، ومجيؤه من کل طريق معلوماً، فکل ذلک يمکن دفعه وإدخال الشبهة (فيه، التي يحتاج في حلها إلي ضروب من التکليف.

والطريقة التي أوضحناها) [3] بعيدة من الشبهات، قريبة من الأفهام.

وبقي أن ندلّ علي صحة الأصلين اللذين ذکرناهما:


پاورقي

[1] في «أ»: القبح.

[2] في«أ»: إمامة إلاّ.

[3] ما بين القوسين سقط من «ب».