بازگشت

اسحاق الاحمر و الباقطاني


روي في البحار [1] بسنده عن ابي جعفر محمد بن جرير الطبري



[ صفحه 510]



باسناده مرفوعا الي احمد الدينوري. انه حمل من اموال الشعب الموالي في الدينور ستة عشر الف دينار، الي بغداد. و بحث عمن اشير اليه بالنيابة- اي السفارة-. فقيل له: ان ههنا رجلا يعرف بالباقطاني يدعي بالنيابة. و آخر: يعرف باسحاق الاحمر يدعي النيابة. و آخر يعرف بابي جعفر العمري يدعي النيابة.

قال: فبدأت بالباقطاني، و صرت اليه فوجدته شيخا مهيبا له مروة ظاهرة و فرس عربي و غلمان کثير. و يجتمع الناس يتناظرون قال: فدخلت اليه، و سلمت عليه، فرحب و قرب و سر وبر. قال: فاطلت القعود الي ان اخرج اکثر الناس. قال: فسألني عن ديني فعرفته اني رجل من اهل الدينور وافيت و معي شي ء من المال. احتاج ان اسلمه. فقلت: اريد حجة-يعني برهانا علي صحة سفارته التي يدعيها. فلما اعوزه ذلک - قال: تعود الي في غد. قال: فعدت اليه من الغد، فلم يأت بحجة. وعدت اليه في اليوم الثالث، فلم يأت بحجة قال: فصرت الي اسحاق الأحمر، فوجدته شابا نظيفا، منزله اکثر من منزل الباقطاني، و فرسه و لباسه و مروته اسري و غلمانه اکثر من غلمانه، و يجتمع عنده من الناس اکثر مما يجتمع عند الباقطاني. قال: فدخلت و سلمت، فرحب و قرب. قال: فصبرت الي ان خف الناس قال: فسألني عن حاجتي. فقلت له، کما قلت للباقطأتي. و غدت اليه بعد ثلاثة ايام، فلم يأت بحجة.

قال: فصرت الي ابي جعفر العمري، فوجدته شيخا متواضعا



[ صفحه 511]



عليه مبطنة بيضاء، قاعد علي لبد في بيت صغير ليس له غلمان و لا له من المروة و الفرس ما وجدت لغيره..الي آخر الرواية.

و نستطيع ان نفهم من هذه الرواية عدة امور:

الاول: ان هذين الرجلين ادعيا السفارة في أول زمان سفارة العمري رضي الله عنه. يعني في أوائل فترة الغيبة الصغري. قبل ان يصل خبر السفارة المحقة الي الاطراف، حتي أن هذا الرجل الدينوري کان جاهلا بالسفارة و السفير. و هو الذي سمعناه يقول لاهل الدينور حين کلفوه بحمل الأموال: يا قوم هذه حيره و لا نعرف الباب في هذا الوقت. و نجده يبحث في بغداد عن السفير عدة ايام.

الثاني: ان هذين المدعيين،لم يکونا يفهمان مسلک التکتم و الحذر الذي کان يتخذه السفراء الصادقون. و هو ان دل علي شي ء، فانما يدل علي کذبهم و انحرافهم..الي حد لا يجدون حرجا من انکشاف امرهم تجاه الدولة و اطلاع السلطات عليهم. حيث نجد الناس يجتمعون عندهما يتناظرون، و لا نجد مثل ذلک عند العمري رضي الله عنه.

الثالث: ان هذين المدعيين، کانا يبذلان علي انفسهما المال، من اجل زيادة الابهة و الفخفخة، علي حين لا نجد العمري يعمل ذلک. و السرفي ذلک واضح و هو أن العمري لا يتصرف بالاموال الا بأذن الامام المهدي عليه السلام،و في حدود تعليمه و توجيهه.و هي تحدد بحدود المصالح العامة لابالزخارف و البهارج. علي انه لو فعل ذلک لالفت الي نفسه النظر و قد تحوم عليه الشکوک و الانظار، و هو ما لايريده لنفسه و اصحابه.



[ صفحه 512]



علي حين لم يکن هذان المدعيان بمتورعين عن صرف المال في ذلک سواء مما قبضاه من المال بدعوي السفارة و ما کان من اموالهما الخاصة.

و لا مانع لديهما من اطلاع السلطات عليهما فانهما- علي اي حال -ليسا باولي و لا اهم من جعفر بن علي الذي توسط الي السلطة مباشرة لاجل تنصيبه للامامه.

و ما ذلک، الا لأن خط الأنحراف دائما يناسب مع خط الأنحراف و لا يخشاه..و ان کانا علي شاکلتين. و خاصة حين يشعران ان لهما عدوا مشترکا هو خط السفراء العادل.


پاورقي

[1] انظر ج 13 ص 79.