بازگشت

محمد بن احمد بن عثمان


ابوبکر المعروف بالبغدادي. ابن اخي ابي جعفر العمري السفير الثاني رضي الله عنه. و حفيد عثمان بن سعيد السفير الاول رضي الله عنه.

و امره في قلة العلم و المروة اشهر من ان يذکر. [1] کان معروفا لدي عمه أبي جعفر العمري بالانحراف. و لم يکن معروفا لدي البعض الآخرين من اصحابه. و من هنا کان جماعة من الاصحاب، و هم خاصة الموالين، في مجلس العمري رضي الله عنه، و هم يتذاکرون شيئا من روايات الائمة عليهم السلام.فاقبل عليهم ابوبکر محمد بن أحمد بن عثمان،ابن اخيه. فلما بصر به ابو جعفر رضي الله عنه، قال للجماعة مشيرا اليه: امسکوا فان هذا الجاني ليس من اصحابکم. [2] فقد أمرهم بقطع الحديث الاسلامي الواعي، الذي لا يناسب معه وجود المنحرفين امثاله.

ادعي السفارة، و کان له اصحاب، منهم ابو دلف محمد بن المظفر



[ صفحه 508]



الکاتب. وقد کان في ابتداء امره مخمسا [3] مشهورا بذلک، لانه کان تربية الکرخيين و تلميذهم و صنيعتهم. و کان الکرخيون مخمسة، لا يشک في ذلک أحد من الشيعة.و قد کان أبو دلف يقول ذلک و يعترف به. ويقول: نقلني سيدنا الشيخ الصالح، قدس الله روحه و نور ضريحه، عن مذهب أبي جعفر الکرخي الي المذهب الصحيح. يعني ابا بکر البغدادي. [4] و سيأتي الکلام عن ابي دلف مستقلا فيما يلي.

ثم أن ابابکر البغدادي، حين ارسل عليه وجوه الخاصة و علمائهم و سألوه عن دعواه السفارة، انکر ذلک و حلف عليه. و قال: ليس الي من هذا الأمر شي ء. و عرض عليه مال، لکي يأخذه بالوکالة عن الامام المهدي عليه السلام. و انما عرض عليه ذلک امتحانا. فأبي و قال محرم علي أخذ شي ء منه، فانه ليس الي من هذا الأمر شي ء، و لا ادعيت شيئا من هذا.

قال الراوي: فلما دخل بغداد، مال اليه -ابو دلف الکاتب- و عدل عن الطائفة و اوصي اليه. لم نشک أنه علي مذهبه، فلعناه و برئنا منه. لأن عندنا ان کل من ادعي الامر بعد السمري، فهو کافر منمس ضال مضل. [5] .

و کان ابو دلف هذا، يدافع عن ابي بکر البغدادي و يفضله



[ صفحه 509]



علي ابي القاسم الحسين بن روح و علي غيره. فلما قيل له في وجه ذلک قال: لان ابا جعفر محمد بن عثمان قدم اسمه علي اسمه في وصيته فقلت له: فالمنصور افضل من مولانا أبي الحسن موسي عليه السلام. قال و کيف؟ قلت: لأن الصادق عليه السلام قدم اسمه علي اسمه في الوصية فقال لي: انت تتعصب علي سيدنا و مولانا و تعاديه. فقلت: و الخلق کلهم تعادي ابا بکر البغدادي و تتعصب عليه غيرک وحدک و کدنا نتقاتل وناخذ بالازياق. [6] .

و حکي انه توکل لليزيدي بالبصرة، فبقي في خدمته مدة طويلة و جمع مالا عظيما. فسعي به الي اليزيدي، فقبض عليه و صادره، و ضربه علي ام رأسه حتي نزل الماء من عينيه، فمات ابو بکر ضريرا. [7] .

و لم يذکر التاريخ عام وفاته. الا اننا يمکن ان نستنتج من بعض ما سبق، أنه کان موجودا خلال سفارة الحسين بن روح، فانه اوصي الي ابي دلف الکاتب بعده،فاصبح ابو دلف مدعيا للسفارة بعد السمري فيکون ابوبکر البغدادي قد مات في زمان مناسب مع هذه الوصية و الله العالم.


پاورقي

[1] المصدر ص 255.

[2] الغيبة للشيخ الطوسي ص 256.

[3] المخمسة من الغلاة يقولون: ان الخمسة سلمان و اباذر و المقداد و عمار و عمرو بن امية الضمري، هم الموکلون بمصالح العالم من قبل الرب. کذا في هامش الغيبة ص 256.

[4] الغيبة ص 256.

[5] المصدر الصفحة ص 255.

[6] الغيبة ص 255.

[7] المصدر ص 256.