بازگشت

محمد بن علي بن بلال


ابو طاهر، البلالي. [1] کان من أصحاب الامام العسکري عليه السلام. [2] وعده ابن طاووس [3] من السفراء الموجودين في الغيبة الصغري و الابواب المعروفين الذين لا يختلف الامامية القائلون بامامة الحسن بن علي (ع) فيهم. و ظاهره. کونه بمنزلة القاسم بن العلا و الاشعري و الاسدي و نحوهم في الوثاقة و الجلالة. الا ان الشيخ الطوسي ذکره في المذمومين الذين ادعوا البابية. فتابعناه هنا علي ذلک. و توقف العلامة الحلي في ما يرويه من أجل ذلک أيضا. [4] .

قال الشيخ: و قصته معروفة فيما جري بينه و بين ابي جعفر محمد بن عثمان العمري - نضر الله وجهه-و تمسکه بالأموال التي کانت عنده



[ صفحه 505]



للامام (ع)، و امتناعه من تسليمها و ادعاوه انه هو الوکيل. حتي تبرأت الجماعة منه و لعنوه. و خرج فيه من صاحب الزمان ما هو معروف.

و قد کان له جماعة من الاصحاب و المويدين، منهم اخوه أبو الطيب و ابن حرز و رجل من أصحابنا. و قد انفصل منه هذا الاخير، لما نذکره فيما يلي.

و قد جاهد أبو جعفر العمري رضي الله عنه، و استعمل الاساليب لردعه و تقويم انحرافه. و اخذ الاموال منه لا يصالها الي الامام عليه السلام. فلم يفلح و بقي ابن بلال علي انحرافه و تمسکه بالأموال و الأصحاب.

فمن ذلک: ان ابا جعفر قصد ابن بلال في داره، و کان عنده جماعة، فيهم اخوه أبو الطيب و ابن حرز. فدخل الغلام فقال: ابو جعفر العمري علي الباب. ففزعت الجماعة لذلک و انکرته للحال التي کانت جرت. ولم يستطع ابن بلال ان يحجبه. فقال: يدخل.

فدخل أبو جعفر رضي الله عنه. فقام له أبو طاهر و الجماعة و جلس في صدر المجلس، و جلس أبو طاهر کالجالس بين يديه.

فامهلهم الي ان سکتوا. ثم قال العمري: يا أبا طاهر انشدتک بالله ألم يأمرک صاحب الزمان بحمل ما عندک من المال الي فقال ابن بلال: اللهم نعم. فنهض أبو جعفر رضي الله عنه منصرفا و وقعت علي القوم سکتة. فلما تجلت عنهم قال له اخوه أبو الطيب: من أين رأيت



[ صفحه 506]



صاحب الزمان؟. فقال أبو طاهر: ادخلني أبو جعفر الي بعض دوره، فاشرف علي- يعني صاحب الزمان- من علو داره فأمرني بحمل ما عندي من المال اليه-يعني الي العمري-.

فقال له ابوالطيب: و من أين علمت انه صاحب الزمان؟. قال: قد وقع علي من الهيبة له،و دخلني من الرعب منه، ما علمت انه صاحب الزمان (ع). قال ذلک الرجل من اصحابنا: فکان هذا سبب انقطاعي عنه. [5] .

فنجد ان ابا جعفر العمري رضي الله عنه، قام تجاه ابن بلال بعملين مهمين:

اولهما: انه وفر له طريق مقابلة الامام المهدي (ع). ليأخذ منه الأمر بدفع المال اليه. و هذه حادثة کبري في حدود ما عرفناه من السرية و التکتم و الحذر. و مبني علي الاطمئنان من ابن بلال، و لو باعتبار ابتناء مصالحه علي عدم الافشاء و الايصال الي السلطات، کما سبق ان ذکرناه.

ثانيهما: تذکيره بهذه الحادثة، و نشدانه بالله تعالي بصدور الامر من الأمام المهدي (ع) بدفع المال. و ذلک امام جماعة من اصحابه، و اقامة الحجة عليهم في ذلک. مما اوجب انفصال أحدهم و رجوعه الي خط السفراء الصادقين رضي الله عنهم. و قد يوجب انفصال غيره مما لم يروه



[ صفحه 507]



التاريخ. کما ان الجماعة الحاضرين في مجلسه، لا حظوا منه خضوعه لابي جعفر و ارتباکه من حظوره، و اعترافه بعدم المعرفة السابقة بشخص الامام المهدي عليه السلام و تهيبه و رعبه منه، عند مقابلته. و کل ذکل يوثر عليهم نفسيا، في الابتعاد عن ابن بلال و الشعور بالنفرة منه بصفته مدعيا للسفارة، اذ لو کان صادقا لما حدث کل ذلک.


پاورقي

[1] غيبة الشيخ الطوسي ص 245.

[2] جامع الرواة ج 1 ص 153 و الخلاصة ص 69.

[3] جامع الرواة. نفس الصفحة.

[4] الخلاصة. الصفحة ص 69.

[5] الغيبة ص 246.