بازگشت

احمد بن هلال


الکرخي [1] العبر تائي [2] ولد عام 180 للهجرة و توفي عام 267: [3] أي أنه عاصر الامام الرضا عليه السلام و من بعده حتي الامام العسکري عليه السلام الذي توفي عام 260، کما عرفنا. و عاصر الغيبة الصغري لمدة سبع سنوات. أدعي خلالها الوکالة عن المهدي.

له کتاب يوم وليلة، کتاب نوادر، يرويه النجاشي في رجاله عنه بسنده اليه. [4] اتخذ مسلک التصوف، و حج أربعا و خمسين حجة عشرون منها علي قدميه. لقيه أصحابنا بالعراق و کتبوا عنه. [5] .

ذمه الامام العسکري (ع)، علي ما روي عنه [6] و بعده تبني المهدي عليه السلام التحذير منه. فکتب الي قوامه بالعراق: [7] احذروا الصوفي المتصنع. وورد علي القاسم بن العلا، نسخة ما کان خرج من لعن ابن هلال.



[ صفحه 501]



فانکر رواة أصحابنا بالعراق ذلک، لما کانوا قد کتبوا من رواياته فحملوا القاسم بن العلا علي ان يراجع في امره، فخرج اليه من الامام المهدي (ع) بيان مفصل، نصه:

«قد کان امرنا نفذ اليک في المتصنع ابن هلال -لا رحمه الله -: بما قد علمت.و لم يزل - لا غفر الله ذنبه و لا أقال عثرته - يداخلنا في أمرنا بلا اذن منا ولا رضي. يستبد برأيه فيتحامي ديوننا. لا يمضي من أمرنا اياه الا بما يهواه و يريده. أراده الله في ذلک في نار جهنم فصبرنا عليه حتي بترالله بدعوتنا عمره. و کنا قد عرفنا خبره قوما من موالينا في ايامه - لا رحمه الله - و امرناهم بالقاء ذلک الي الخاص من موالينا. و نحن نبرأ الي الله من ابن هلال. لا رحمه الله و لا ممن لا يبرأ منه.

و اعلم الاسحاقي [8] سلمه الله و أهل بيته بما اعلمناک من حال هذا الفاجر، و جميع من کان سألک و يسألک عنه من أهل بلده و الخارجين و من کان يستحق ان يطلع علي ذلک. فانه لا عذر لا حد من موالينا في التشکيک فيما روي عنا ثقاتنا. قد عرفوا باننا نفاوضهم بسرنا و نحمله اياه اليهم. و عرفنا ما يکون من ذلک ان شاءالله تعالي.» [9] .

و واضح من هذا البيان انه صادر بعد موت ابن هلال، و لعله مات بعد التوقيع السابق و قبل هذا البيان. کما انه يتضح منه ان ابن



[ صفحه 502]



هلال کان يتلقي الاوامر من الامام المهدي (ع) -و لو بالواسطة-الا انه کان يستبد برأيه فيها، و لا يطبق منها الا ما يريد و کيف يريد. فدعا عليه الامام المهدي (ع) فبتر الله عمره.

و علي أي حال، فقد ثبت قوم علي انکار ما خرج فيه. ولم يفد فيهم هذا القول البليغ، فعاودوا القاسم بن العلا علي أن يراجع فيه. فخرج اليهم من الامام المهدي (ع):

«لا شکرالله قدره. لم يدع المرزءة بان لا يزيغ قلبه ان هداه، و ان يجعل ما من به عليه مستقرا و لا يجعله مستودعا. و قد علمتم ما کان من امر الدهقان -لعنه الله-و خدمته و طول صحبته فابدله الله بالايمان کفرا حين فعل ما فعل، فعاجله الله بالنقمة و لم يهله، و الحمدلله لا شريک له و صلي الله علي محمد و آله و سلم.» [10] .

و هذا التوقيع في واقعه، بيان لانحراف هذا الشخص بعد الايمان. و کيفية ذلک بحسب القواعد العقائدية الاسلامية. انه -في الحقيقة-راجع الي سوء عمل الشخص الناشي ء من بعض نقاط الضعف في ايمانه و اخلاصه، فيترتب علي عمله ازدياد البعد عن الايمان و الاخلاص أکثر فأکثر..فيزيغ الله قلبه و يبدله بعد الايمان کفرا.

و الذي يظهر من تاريخنا ان ابن هلال بقي مومنا صالحا، خلال سفارة السفير الاول، و لکنه بمجرد ان ذهب السفير الأول الي ربه بدأ بالتشکيک بسفارة السفير الثاني،بحجة انکار النص عليه من قبل



[ صفحه 503]



الامام العسکري عليه السلام. و يقول: لم اسمعه ينص عليه بالوکالة. و ليس انکر اباه. يعني عثمان بن سعيد -فأما ان اقطع ان ابا جعفر وکيل صاحب الزمان. فلا اجسر عليه. فقالوا قد سمعه غيرک. فقال: انتم و ما سمعتم. و وقف علي ابي جعفر. فلعنوه و تبرءوا منه. [11] .

و ترتب علي تشکيکه هذا في ابي جعفر رضي الله عنه، عدم دفعه أموال الامام عليه السلام اليه و عصيانه للاوامر الصادرة منه عن المهدي (ع)، مما أدي به الي منزلق الکفر و الجحود.

قال الشيخ الطوسي: ثم ظهر التوقيع علي يد ابي القاسم بن روح بلعنه و البراءة منه، في جملة من لعن. و هذا لا يکاد يناسب ما عرفناه من کون وفاته عام 267. فان ابن روح انما أصبح سفيرا عام 305، أي بعد ثمان و ثلاثين عاما. و هو زمان کفيل بمحو آثار ابن هلال من الاذهان الي حد کبير. بحيث يکون التصدي لبيان کفره و جحوده أمرا مستأنفا. وان عرفنا کون البيان الصادر ضده قد خرج بعد وفاته، الا انه لا يمکن ان يکون بعيدا عن وفاته هذا البعد. و انما المعقول ان يصدر ذلک في الاشهر أو الاعوام القليلة اللاحقة لوفاته.

و کونه صادرا الي القاسم بن العلا، لا يعني کونه من ابن روح لأن ابن العلا کان وکيلا للعمري و لابن روح معا، علي ما سيأتي و من هنا يرجح أن يکون البيان صادرا عن طريق العمري ابي جعفر



[ صفحه 504]



لا عن طريق ابن روح. رضي الله عنهما. و الله العالم.

ثم انه لا يبدو من التاريخ بوضوح انه ادعي السفارة عن الامام المهدي (ع). زورا، غايته ان الشيخ الطوسي ذکره في قائمة المذمومين الذين ادعوا البابية -أي السفارة-من الامام المهدي عليه السلام. ولم يظهر مما ذکره الشيخ و لا غيره ذلک. و انما الذي عرفناه هو کونه وکيلا صادقا-بالواسطة- عن الامام المهدي (ع)، و لم يتضح انه بقي علي دعواه للوکالة بعد انحرافه و خروج التحذير منه. و الله العالم.


پاورقي

[1] انظر الغيبة للشيخ الطوسي ص 245.

[2] انظر رجال النجاشي ص 65 و رجال الکشي ص 449.

[3] انظر رجال النجاشي ص 65.

[4] انظر المصدر ص 65.

[5] رجال الکشي ص 449.

[6] انظر رجال النجاشي ص 65.

[7] يعني وکلاوه و القائمون بامره اجتماعيا.

[8] المظنون منه: احمد بن اسحاق الاشعري القمي.

[9] رجال الکشي ص 450.

[10] رجال الکشي ص 450.

[11] غيبة الشيخ الطوسي ص 245.