محمد بن نصير
النميري [1] الفهري، [2] کان من أصحاب الامام العسکري عليه السلام. فانحرف وافتتن.و أصبح يستخدم اسم صحبته للامام العسکري (ع)، هذا العنوان العظيم الذي يعرف الناس شأنه و جلالته، في الربح المادي و المنفعة الشخصية.
فکتب الامام العسکري (ع) کتابا شديد اللهجة ضده و ضد شخص آخر يدعي بابن بابا القمي و يسمي الحسن بن محمد..يکشف فيه انحرافهما و يظهر البراءة منهما، و يقول مخاطبا أحد أصحابه: أبرأ الي الله من الفهري و الحسن بن محمد بن بابا القمي. فأبرأ منهما. فاني محذرک و جميع موالي، و اني العنهما، عليهما لعنة الله. مستأکلين، ياکلان بنا الناس، فتانين موذيين، آذاهما الله. ارسلهما في اللعنة وارکسهما. في الفتنة رکسا. الي آخر بيانه عليه السلام. [3] .
و کان يدعي انه رسول نبي، و ان علي بن محمد الهادي (ع) أرسله و کان يقول بالتناسخ، ويغلو في ابي الحسن- الهادي (ع) و يقول فيه بالربوبية، و يقول باباحة المحارم و تحليل نکاح الرجال بعضهم بعضا في
[ صفحه 499]
أدبارهم. و يزعم ان ذلک من التواضع و الاخبات و التذلل في المفعول به و انه من الفاعل احدي الشهوات و الطيبات. و ان الله لا يحرم شيئا من ذلک.
رآه بعض الناس و غلام له علي ظهره. قال الراوي: فلقيته فعاتبته علي ذلک. فقال: ان هذا من اللذات. و هو من التواضع لله و ترک التجبر. [4] .
و تبعه في أقواله جماعة،سموا بالنميرية، ذکروا ان منهم: محمد بن موسي بن الحسن بن الفرات. [5] و هو لا محالة، والد علي بن محمد بن موسي بن الفرات الذي وزر بعد ذلک للمقتدر المعاصر لسفارة ابن روح. استوزره عام 299. [6] و بقي ما يزيد علي الثلاث سنين في الوزارة. فمن هذا يظهر کيف تويد السلطات خط الانحراف الداخلي عن الأئمة عليهم السلام، بنحو خفي لا يکاد يلتفت اليه.
و علي أي حال، فانه حين اعتل محمد بن نصير النميري العلة التي توفي فيها. قيل له- و هو مثقل اللسان -: لمن الأمر من بعدک؟! فقال بلسان ضعيف ملجلج: أحمد. فلم يدروا من هو، فافترقوا بعده ثلاث فرق. قالت فرقة: انه احمد ابنه. و فرقة قالت:هو
[ صفحه 500]
احمد بن محمد بن موسي بن الفرات «و هو اخو علي بن محمد بن موسي وزير المقتدر» و فرقة قالت: انه أحمد بن ابي الحسين بن بشر بن يزيد فتفرقوا فلا يرجعون الي شي ء. [7] .
پاورقي
[1] المصدر ص 244.
[2] الکشي ص 438.
[3] المصدر و الصفحة.
[4] انظر غيبة الشيخ الطوسي ص 244 و ما بعدها. و رجال الکشي ص 438 بلفظ مقارب و نحوه في فرق الشيعة ص 93.
[5] فرق الشيعة ص 93.
[6] المروج ص 213 ج 4.
[7] انظر غيبة الشيخ ص 245 و فرق الشيعة ص 94 و رجال الکشي ص 438.