بازگشت

السلسل التاريخي للتزوير


بدأ التزوير-علي ما يدل عليه تاريخنا الخاص -في عهد السفير الثاني الشيخ محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه. و اما ابوه السفير الاول، فقد کان اقوي و اسمي من ان يعارضه معارض، بعد تاريخه المجيد مع الامامين العسکريين الماضيين عليهما السلام. و ثناوهما العاطر عليه، و ادواه لمختلف انواع الجهاد في عهدهما و بموجب توجيهاتهما و تعاليمهما. فلن يکون للظنون ان تحوم و للمطامع ان تطمح لمعارضته او مضايقته. فانها ستجابه بالنقد و الانکار من کل جانب.



[ صفحه 495]



کما ان الظرف لم تکون لتساعد علي دعوي السفارة. فان الصغري لازالت في اولها، و تتبع السلطات و مطاردتهم للمهدي (ع) و لکل من يمت اليه بصلة، قوية. و عائلته يتسکعون في الطرقات لا يجرء احد علي التعرف عليهم او الاقتراب منهم. وقد کانت سفارة عثمان بن سعيد جهادا کبيرا و تضحية عظمي فکيف ان يعرض الشخص نفسه للمطاردة و الخطر تلقائيا بانتحال السفارة.

علي ان التزوير لا يکاد يحتمل وجودة قبل ان يعتاد الناس علي هذا النحو من السفارة عن الامام المهدي عليه السلام.و هذا الاعتياد يحتاج في تحققه الي زمن بطبيعة الحال، تعيشه القواعد الشعبية تجاه السفارة الصادقة. و هو مالم يتحقق في اول الغيبة الصغري،و خلال الاعوام القليلة التي قضاها عثمان بن سعيد في السفارة.

و قد توفر المزورون خلال الفترة الطويلة التي قضاها السفير الثاني في سفارته. و تاريخنا الخاص، و ان لم يضع الحروف علي النقاط من حيث تواريخ التزوير و عدد من جهاته، علي ما سنسمع..الا انه علي اي حال يدل علي بدء السفارة الکاذبة في زمان هذا السفير.

فقد ادعي السفارة زورا عن الامام المهدي عليه السلام في زمان ابي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه، عدة اشخاص: اولهم: ابو محمد الشريعي. قال الراوي: و أظن اسمه کان الحسن.و هو اول من ادعي مقاما لم يجعله الله فيه [1] و محمد بن نصير النميري. ادعي ذلک



[ صفحه 496]



الامر بعد الشريعي. [2] و احمد بن هلال الکرخي. [3] و ابو طاهر محمد بن علي بن بلال البلالي. [4] و أبو بکر محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بالبغدادي ابن اخي ابي جعفر العمري رضي الله عنه. و اسحاق الاحمر. [5] و رجل يعرف بالباقطاني. [6] .

و قد کان بعضهم صالحين في مبدأ أمرهم، و من أصحاب الامامين الهادي و العسکري عليهما السلام. فانحرفوا و سلکوا مسلک التزوير. فجابههم العمري رضي الله عنه بکل قوة و انتصر عليهم، و خرجت من المهدي (ع) التوقيع و البيانات بلعنهم و البراءة منهم، و التأکيد علي کذب سفارتهم و سوء سريرتهم.

و اما الشيخ الحسين بن روح السفير الثالث، فقد ابتلي باشدهم تأثيرا و اوسعهم أصحابا: محمد بن علي الشلمغاني العزاقري. [7] و کان في مبدأ امره مومنا مستقيما، بل وکيلا لابن روح. ثم ظهر انحرافه و سقم عقيدته علي ما سيأتي تفصيله.

و آخرهم في دعوي السفارة الکاذبة- علي ما يظهر من عبارة الشيخ الطوسي-: [8] أبو دلف الکتاب، حيث کان علي ذلک الي ما بعد



[ صفحه 497]



وفاة السمري السفير الرابع. قال الراوي: فلعناه و برئنا منه، لأن عندنا ان کل من ادعي الامر بعد السمري فهو کافر منمس ضال مضل.

بقي شخص ممن نسبت اليه دعوي السفارة، هو الحسين بن منصور الحلاج، المعروف بمذهبه الصوفي. و له في هذه الدعوي مکاتبة مع ابي سهل بن اسماعيل بن علي النوبختي.. کشفه فيها أبو سهل وافحمه. و لم يعين تاريخ هذه المکاتبة، الا انها کاتب- علي المظنون في زمن الحسين بن روح.

فهولاء هم الذين قامت حرکة التزوير علي أيديهم، فلا بد من التعرض اليهم، في حدود ما دل عليه تاريخنا..معتمدين نفس الترتيب الذي ذکرناه في تعدادهم، فانه يرجع الي ناحية تسلسلهم في تاريخ دعوي السفارة، في الجملة.


پاورقي

[1] الغيبة الشيخ الطوسي ص 244.

[2] الغيبة للشيخ الطوسي ص 244.

[3] المصدر ص 245.

[4] المصدر و الصفحة.

[5] البحار ج 13 ص 79.

[6] المصدر و الصفحة.

[7] غيبة الشيخ الطوسي ص 248.

[8] المصدر ص 255.