الاتجاه العام للشعب الموالي
کان الاتجاه العام للشعب الموالي لخط الامام عليه السلام،خلال الغيبة الصغري مرکزا حول عدة نقاط، تکاد تکون مترابطة:
النقطة الأولي: الاعتماد التام و التوثق الکامل من السفراء و حسن الظن بهم بافضل أشکاله..بما هم أهل لذلک. لما هو معروف عند الشعب الموالي من نصوص أئمته الماضين عليهم السلام في توثيق و تجليل
[ صفحه 381]
و مدح السفيرين الاولين، علي ما سوف نعرضه في ترجمتها.مضافا الي التجربة الفعلية، و المعاشرة من قريب أو من بعيد..التي عاشها الناس مع السفراء الاربعة،قبل سفارتهم و بعدها، فعرفوا بالاخلاص و الايمان و الصدق و التقوي، بنحو يجعلهم في السنام الاعلي من خاصة العشب الموالي.
فکانوا لا يشکون، باي حال من الاحوال، بما ينقله أحد السفراء اليهم شفويا أو کتبيا عن المهدي (ع).مضافا الي ما عرفناه من استدلالهم علي صدق الرسالة من خطها، و من مضمونها، و من أسلوب تبليغها.
النقطة الثانية: الرجوع في مشکلات الامور العقائدية و الفقهية و الشخصية الي الامام عليه السلام، عن طريق سفرائه، لکي يذللها لهم برأيه و حکمته..علي ما سوف يأتي تفصيله في مستقبل البحث.
و بذلک، يکون المهدي (ع) و هو في غيبته قد اخذ زمام الادارة لقواعده الشعبية و مواليه، و تدبير امورهم، و ارشادهم، فيما ينبغي ان يفعلوا او ان يترکوا.
النقطة الثالثة: الاعتماد علي التسالم علي امر من الامور الموجودة بين افراد الشعب الموالي او الرأي العام الذي يوجد لديه، تجاه اي مسألة أو مشکلة.
فکان الفرد منهم، يرجع -فيما يرجع اليه من قواعد شريعته -الي ما تسالم عليه اخوانه في العقيدة تجاه الامر الذي يفکر فيه، لو کان
[ صفحه 382]
امرا متسالما عليه. کما هو الحال في عدد من الامور و الافکار..التي لا يستطيع الفرد مخالفتها الا باعلان مخالفته مع الشريعة نفسها، و الکشف عن انحرافه و فساد عقيدته او سلوکه.
و هذا التسالم، تستقيه القواعد العشبية من خاصتها و موجهيها و علمائها علي وجه العموم، و من السفراء علي وجه الخصوص. و اما هولاء الخاصة فيتسالمون علي الامر نتيجة للقواعد الاسلامية التي يعرفونها أو باعتبار صدور نص فيها من قبل الامام المهدي (ع) علي يد احد سفرائه، أو باعتبار تجربة حسية عاشوها مع سلوک الفرد الذي تسالموا علي وثاقته أو الذي تسالموا علي انحرافه.
و ذلک کالتسالم علي وثاقة السفيرين الاولين، [1] و علي وثاقة السفير الثالث الحسين بن روح [2] بل علي وثاقة السفراء الاربعة جميعهم. و کالتسالم علي انحراف و لعن الشلمغاني ابن ابي الغراقر [3] و التسالم بان کل من ادعي السفارة بعد السمري فهو کافر ضال مضل. [4] .
فکانت هذه الامور و امثالها، من الامور الواضحة، غير القابلة للمناقشة، يتلقاها الخلف عن السلف و الجاهل عن العالم و العامة عن الخاصة.و تعتبر جزءا من معالم الدين.
فهذه هي النقاط الرئيسية، لما کانت تتوخاه القواعد العشبية الموالية
[ صفحه 383]
في علاقتهم مع امامهم المهدي و سفرائه.
پاورقي
[1] الغيبة للشيخ الطوسي ص 215.
[2] المصدر ص 227.
[3] المصدر ص 250.
[4] المصدر ص 255.