بازگشت

اتخاذه نظام الوکلاء


ليس الامام العسکري (ع) أول من سن هذا النظام و انما کان موجودا في زمان ابيه الامام الهادي (ع) و ما قبله، و کان ذلک أحد الطرق الرئيسية لاتصالهم عليهم السلام بقواعدهم الشعبية و قضائهم لحواجهم، و اتصال الشعبية بهم. و ارسال الأموال.و الحقوق الاسلامية اليهم.

و حيثث اتخذ الامام العسکري (ع) مسلک الاحتجاب الذي عرفناه کان الي نظام الوکالة أقرب وله الزم، واتخذه بشکل يشمل أکثر الأمور أو جميعها، مما يتصل بامور المجتمع حتي في داخل المدينة التي يسکنها الامام (ع) نفسها. فکانت عامة اتصالاته و توقيعاته و الأموال التي تصل



[ صفحه 227]



اليه، ما عدا القليل..يتم عن طريق الوکلاء.

واعلي واهم من يندرج في هذه القائمة لمدي وثاقته و عظم شأنه: عثمان بن سعيد العمري الزيات أو السمان، الذي سيصبح الوکيل الأول لولده المهدي (ع).و انما يقال له السمان لأنه يتجر السمن تغطية علي هذا الأمر، يعني علي نشاطه في مصلحة الامام عليه السلام. و کان الشيعة اذا حملوا الي ابي محمد (ع) ما يجب عليهم في الاسلام من الاموال، نفذوا الي ابي عمرو، فيجعله في جراب السمن وزقاته، و يحمله الي ابي محمد (ع) تقية و خوفا، و حماية للمال عن انظار الحاکمين، لأنهم اذا عرفوه، صادروه، کما سمعناه ما فعله المتوکل في الأموال التي علم وصولها الي الامام الهادي (ع).

وقد اثني الامام الهادي و الامام العسکري عليهما السلام علي السمان ثناء عاطرا، کقول الامام الهادي فيه: هذا أبو عمر و الثقة الأمين. ما قاله لکم فعني يقوله و ما أداه فعني يوديه [1] و قوله: العمري ثقتي فما أدي اليک فعني يودي و ما قال لک فعني يقول، فاسمع له واطع.فانه الثقة المأمون. [2] .

و قول الامام العسکري (ع) فيه: هدا أبو عمر و الثقة الأمين، ثقة الماضي، و ثقتي في المحيا و الممات. فما قاله فعني يقوله و ما أدي اليکم فعني يوديه. [3] و قوله في العمري و ابنه محمد بن عثمان: العمري



[ صفحه 228]



و ابنه ثقتان،فما اديا اليک فعني يوديان، و ما قالا فعني يقولان. فاسمع لهما و اطعمها، فانهما الثقتان المأمونان. قال أبو العباس الحميري: فکنا کثيرا ما نتذاکر هذا القول، و نتواصف جلالة محل ابي عمرو. [4] .

و هذا الرجل الجليل و ابنه، سوف يکونان وکيلين عن الامام المهدي (ع) في غيبته الصغري. و لن يکون ذلک نشازا علي الاذهان، بعد ان کانا بهذه المنزلة و الرافعة عند ابيه وجده عليهما السلام و عند الجماهير الموالية لهما.

و قد عرفنا ما لابي هاشم داود بن القاسم الجعفري و احمد بن اسحاق الأشعري، من عظم قدرهم لدي الامام العسکري (ع) و وثاقتهم عنده. وکانا يمارسان أعمال الوکالة عنده أيضا کما تدل عليه بعض الروايات.

و من وکلائه أيضا محمد بن أحمد بن جعفر، و جعفر بن سهيل الصيقل. [5] .

و سنجد ان نظام الاحتجاب و الوکلاء هو الذي سيکون ساري المفعول في الغيبة الصغري، بعد ان اعتاد الناس عليه، في مسلک الامامين العسکرين عليهما السلام، و خاصة الحسن الاخير عليه السلام.



[ صفحه 229]




پاورقي

[1] غيبة الشيخ الطوسي 215.

[2] المصدر ص 219.

[3] المصدر ص 215.

[4] المصدر ص 219 و 215.

[5] مناقب آل ابي طالب ص 525 ج 2.