بازگشت

هذا الکتاب


قرن من الزمن، علي وجه التقريب.. هو الذي يحاول هذا الکتاب أن يعرض له تاريخا و تحليلا و تبويبا... علي ضوء سائر المصادر الاسلامية التي تعرضت لذلک، سواء في ذلک التاريخ العام، أو التاريخ الخاص الذي انبثق عن أقلام علمائنا الأبرار.

قرن من الزمن.. حافل بروائع الأحداث و جلائل الأخطار.. أنموذج فذ من القرون... سواء علي الصعيد السياسي العام من حيث ما آلت اليه الخلافة العباسية يومذاک، من الضعف و التصدع... أو من ناحية الأئمة، و کيف کانوا يخوضون غمار البوس و الأخطار بکل حذق و صبر.

انموذج خاص...لا مثيل له في الدهر، بالأسلوب الخاص الذي اتخذه الامام المهدي (ع) في قيادة شعبه، حال اختفائه عن مسرح الناس، عن طريق السفراء الأمناء الذين کانوا ينقلون عنه التوجيهات، و يقومون بالتنفيذ.

قرن من الدهر... تکفله هذا الکتاب... ولم يکن کله متضمنا للغيبة الصغري... و ان احتلت معظمه.. ولکن الکلام في مثل هذه الفترة الحرجة الدقيقة، التي يکتنفها الغموض من العديد من جوانبها، و لم تسلم من الأحکام العشوائية من عدد من الکتاب المسلمين و غيرهم..



[ صفحه 14]



هذه الفترة تحتاج في عرضها الأمين الدقيق.. الي تقديم کبير، للظروف السابقة عليها، حتي نعرف بوضوح و تفصيل العوامل الاساسية التي أدت اليها و بلورت الاحداث فيها.

ومن ثم سار منهج هذا الکتاب، علي بيان مقدمة، بادي ء ذي بدء في بيان نقاط الضعف الأساسية في تاريخنا الاسلامي... و التي تعيق الباحث عن التوصل الي جملة مما يهمه و يوثر في بحثه، من قضايا الاسلام و المسلمين.

ثم أعطي فکرة کافية عن تاريخ الامامين العسکرين (ع) هما لعي بن محمد الهادي (ع) جد الامام المهدي (ع) و الحسن بن علي (ع) و أبوه.. و ما کان يتخذه هذان الامامان من تدابير و ما يقومان به من أعمال تجاه الدولة و تجاه قواعدهم الشعبيه.

حتي ما اذا ما حملنا من ذلک فکرة کافية...وصلنا الي تاريخ الغيبة الصغري... لنتعرف علي الاتجاهات العامة و الاعمال التفصيلية التي کان يقوم بها الامام المهدي (ع) و سفراؤه و ما کانت تقوم به الدولة تجاهم من أعمال، و ما کانت تتبناه من أفکار.

و من هنا قسم هذا الکتاب الي قسمين رئيسيين -أولهما: يبدأ باشخاص الامام المهدي (ع) الي سامراء عام 234 الي وفاة الامام العسکري (ع) عام 260.. و ثانيهما: يبدأ بما انتهي به القسم الأول: و ينتهي بوفاة السفير الرابع من سفراء الامام المهدي عام 329.

وقد قرنا، کلا من القسمين بفصل تحليلي لاهم الحوادث و الاتجاهات



[ صفحه 15]



التي کانت سائدة في کل من هذين العصرين.. بحسب ما يدلنا عليه التاريخ الاسلامي العام.. بما له من مصادر متوفرة.

و هذا الکتاب..بما له من اتجاه تاريخي، لا يتکفل الدخول في مجال الجدل العقائدي الذي قد يثيره الکلام عن الامام المهدي (ع).کاثبات وجوده و طول عمره و غير ذلک...ان لم يکن هذا التاريخ بنفسه کافيا لأثبات القطع بتواتر أخبار الامام المهدي (ع) في الاسلام...و سيکون لهذا الجدل، و غيره من البحوث حول الامام المهدي (ع) مجالات اخري عسي الله عزوجل ان يوفقنا الي خوض غمارها في سلسلة من البحوث المقبلة في هذه الموسوعة ان شاء الله تعالي.

المولف



[ صفحه 19]