بازگشت

نشاطه السياسي في المدينة


اذا أردنا ان نلتفت الي اعمال الامام عليه السلام و نوع نشاطه الاجتماعي و السياسي، في المدينة المنورة، قبل وروده الي سامراء، تواجهنا أمور ثلاثة:

احدها: موقفه العام الذي اوجب اثارة و اليها عبدالله بن محمد ضدة وايصاله الاذي اليه، واوجب السعاية به الي المتوکل، ذلک الموقف الذي علمنا اطاره العام، و استطاع الامام و اضطر التاريخ الي اخفاء تفاصيله.

ثانيها: موقفه من بغا الکبير حين ورد علي رأس جيش الي المدينة لمنازلة الاعراب المخربين، و سيأتي التعرض له فيما بعد.

ثالثها: راية تضمنت بعض تعليقات الامام عليه السلام علي بعض الحوادث السياسية الجارية في ذلک الحين، و هو عام 232 أي قبل ذهابه الي سامراء بعامين بالتاريخ الذي رجحناه.

و ذلک: في آخر خلافة الواثق و آخر وزارة محمد بن عبدالملک الزيات وزيره، حيث عذبه المتوکل بعد توليه کرسي الخلافة-بعد



[ صفحه 114]



الواثق -اشد العذاب حتي مات تحت التعذيب. [1] فقد سأل الامام عليه السلام أحد القادمين الي المدينة من العاصمة سامراء، يدعي بخيران الساباطي، سأله عن خبر الواثق. قال: فقلت: جعلت فداک، خلفته في عافية، انا من اقرب الناس عهدا به. عهدي به منذ عشرة أيام، فقال لي: أهل المدينة يقولون انه مات، فقلت: أنا أقرب الناس به عهدا، قال فقال لي: ان الناس يقولون انه مات. فلما قال لي: ان الناس يقولون، علمت انه يعني نفسه.

ثم قال عليه السلام:ما حال جعفر، يعني المتوکل. قلت: ترکته أسوأ الناس حالا، في السجن، قال: فقال لي: اما انه صاحب الأمر. و الي هنا نري الامام (ع) قد تنبأ بموت خليفة و قيام آخر، بالرغم من ان وجود المتوکل في السجن دال علي بعد توليه الخلافة لا محالة.

ثم قال: ما فعل ابن الزيات؟ قلت: الناس معه الامر امره. فقال: اما أنه شوم عليه. يشير الي موته تحت التعذيب بيد الخليفة الجديد، جعفر المتوکل.

ثم اراد الامام عليه السلام، ان يربط هذه الحوادث بقدرة الله و عامه، فقال للراوي: لا بد ان تجري مقادير الله و احکامه. يا خيران مات الواثق وقعد جعفر المتوکل، و قد قتل ابن الزيات. فيسأله الراوي: متي جعلت فداک. فقال بعد خروجک بستة أيام. [2] .



[ صفحه 115]



و هنا لا بد ان نلاحظ امرين:

احدهما: ان الامام قد صرح بهذه الحقائق، حين الامن من التصريح، بزوال اصحابها عن الحکم. أما المتوکل الذي تولي الحکم، فليس في کلام الامام ما يشعر بالطعن فيه، لکي نعتبره نقدا سياسيا خارجا عن الاسلوب العام للسلبية.

ثانيهما: ان الامام صرح بذلک بعد أربعة ايام من وقوعه، و هي مدة لم تکن في تلک العصور کافية لتلقي الاخبار عادة. و لذا کان الراوي متأکدا من انه اقرب الناس عهدا بالوضع السياسي. فمن هنا يرجح ان يکون الامام قد اطلع علي ذلک بنحو غيبي، في زمان لم تکن الوسائل الحديثة بمتحققة في الوجود.



[ صفحه 116]




پاورقي

[1] الکامل ج 5 ص 280.

[2] الارشاد ص 309 و انظر الفصول المهمة ص 296 واعلام الوري ص 341. و نور الابصار ص 165.