بازگشت

الانتظار


وعلي مستوي ذواتنا أيضاً، وکأسلوب من أساليب تحصينها ضد الانحراف، وتجهيزها للعمل والنشاط، علينا أن نکون في حالة انتظار. في حالة ترقّب دائم مستمر لبزوغ فجر الثورة الکبري، ثورة القائد المنتظر. يجب أن نعيش حالة توقّع غير يائس، ولا جازع. عيوننا متطلّعة للحدث الأکبر. أسماعنا متلهفة لاستماع خبر النهضة العظمي. أفئدتنا مفعمة بالشوق والشغف لساعة الوعد الإلهي. أن نکون علي أهبة الاستعداد. ننتظر المفاجأة ونستشرف لمواجهتها. لا يغيب عن بالنا قضية الإمام المنتظر. ولا ننسي الوعد الإلهي بالنصر الظافر.

هکذا أراد لنا الأئمّة أنفسهم، وسجّلوه کموقف يجب أن نتخذه، وکحالة نفسية يجب أن نستشعرها ونعيشها باستمرار. استمع معي للإمام علي عليه السلام وهو يقول: انتظروا الفرج، ولا تيأسوا من روح الله، فإنّ أحبّ الأعمال إلي الله انتظار الفرج. [1] .

واستمع لحديث آخر عن أبي الجارود من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام: قلت لأبي جعفر عليه السلام: يا ابن رسول الله هل تعرف مودّتي لکم وانقطاعي إليکم، وموالاتي إيّاکم؟. فقال: نعم.. والله لأعطينّک ديني ودين آبائي الذي ندين الله عز وجل به: شهادة لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله.. وانتظار قائمنا والاجتهاد والورع. [2] .


پاورقي

[1] الخصال للصدوق: 616.

[2] الکافي: 2/22 الحديث 10.