بازگشت

العمل علي صعيد الذات


کيف نعمل علي مستوي ذواتنا؟ أقصد.. بأي نفسية يجب أن نواجه مشکلتنا؟ وعلي أي محتوي، وعلي أي استعدادات يجب أن نطوي صدورنا؟ إنّنا نواجه مشکلة عنيفة، وفي غاية العنف. إنّنا نعيش صراعاً مريراً قاسياً غاية القسوة. حکم الطاغوت والفراعنة يستبد، ويتجبّر، ويُبيد. والباطل يعمّ وينتشر ويقارع الحق بأخبث کيد، وأعقد وسيلة. الباطل يتسرّب باتجاهاته، وتياراته إلي صفوف الحق. وکثيرون راحوا ضحية هذه الاتجاهات المدسوسة.

الانحراف عن الحق لم يعد أمراً غريباً.

أصبحت تري مظاهر الانحراف في کل مکان وفي کل جادّة، وفي کل بيت! والانحراف هو الذي يملک الحکم، وأجهزة السلطة. يملک الجند، والشرطة، وأجهزة الأمن. يملک المادّة، والسلاح، والرجال. يملک وسائل الإعلام، وسبل الدعاية. حقارته تزداد يوماً بعد يوم. يقتل، يشرّد، يعذب، يحبس. يخادع، ينافق، يمکر، يغوي. وغرق کثير من الناس في البحر، وطمّهم الموج. ابتعدوا عن النور. رکضوا وراء کل صيحة. نعقوا وراء الناعقين. لا ثبات لهم علي الأرض. ولا قرار لهم علي رأي، ويحسبون أنّهم يحسنون صنعاً. والخطر يداهم کل واحد منا. لم تبق بيننا وبين الانحراف حدود، ولا سدود. تداخلت الجبهات، فالباطل يعيش في ديار الحق. هذه هي مشکلتنا.

ومعها.. فإنّا نريد النصر لجبهتنا، نريد أن لا ننحرف، ولا ننصهر، ولا نيأس. نريد أن نتقدّم کل يوم، نخنق أنفاس الباطل، نضيّق عليه الأرض. غزو متبادل، ومعرکة في غاية التعقيد والضراوة. فصائل من قوي الانحراف انضمت إلي جبهة الحق. وفصائل من قوي الحق أسرها الانحراف، فاستسلمت. کيف نعمل علي مستوي ذواتنا إذن؟ من أجل حمايتها. ومن يدّلنا علي طبيعة هذا العمل؟ مدرسة أهل البيت عليهم السلام هي التي تحدّد لنا طبيعة العمل.

إنّ علينا أن نلتزم بثلاث: