بازگشت

کيف نفرط بهذه الأمانة؟


أم کيف ننسي قيمومتنا، وشهادتنا علي الناس؟ ولو نسينا أليس الرسول علينا شهيداً، فمن يبرّئ عنده ساحتنا؟ لقد وجدت أنّني أملک البرهان الواضح علي مسؤوليتنا التي تحدّثت عنها. هذا البرهان آخذه من الرسالة التوجيهية القيادية التي کتبها القائد المنتظر للشيخ المفيد. لقد کتب إليه وهو يوجّه الحديث لکل الشيعة في الأرض، حملة راية الإسلام الحرّة الأبيّة: اتّقوا الله جلّ جلاله. وظاهرونا علي انتياشکم من فتنة قد أنافت عليکم... [1] .

أرأيتم ماذا يطلب؟ العمل الدائب، إعانته في تحقيق أهدافه الکبري، مظاهرته في عملية إنقاذ العالم وإنقاذنا. اتخاذ کافة التدابير الموصلة لذلک، والتي تضمن نجاح ثورته المظفّرة. ظاهرونا علي انتياشکم... لا تترکوا الساحة لغيرکم. لا تقفوا وسط الطريق. لا تطرحوا من أيديکم سلاح الحق. إنّنا عند ندائکم، وفي انتظار لحظة الحسم، فأعينونا، وظاهرونا، ومهّدوا الأرض. امسحوا العراقيل، إردموا الثغرات، افتحوا عيون الناس عليکم. وستجدون أنّني هنا.

هکذا يقصد القائد المنتظر. ولقد أصبح واضحاً ـ وأنّه لواضح من قبل ـ کما تحدّث الإمام الصادق عليه السلام: لقد سأله الراوي عن مسؤولية زمن الغيبة، حيث الفتن، والضلال وتيارات الانحراف. قال: فکيف نصنع؟ وهنا نظر الإمام إلي شمس داخلة في الصفّة، فقال: يا أبا عبد الله تري هذه الشمس؟ قلت: نعم قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس. [2] .

والآن أفضّل العودة معکم إلي طبيعة مهمّتنا بنحو أکثر تفصيلاً. فلقد قلت: إنّ مهمتنا يمکن أن نختصرها کالتالي:

التمهيد للدولة الإسلامية الکبري. وأعتقد أنّ ذلک بحاجة إلي تفصيل أکثر. فما هي حدود هذا التمهيد؟ وما هي کيفيته؟ وإجابة علي هذا السؤال سأتحدّث عن العمل المطلوب منّا في إطارين: الأوّل: العمل علي صعيد الذات. الثاني: العمل علي صعيد الخارج.


پاورقي

[1] الاحتجاج للطبرسي: 2/323.

[2] الکافي: 1/336 الحديث3.