بازگشت

في تعيين من تنطبق عليه الاحاديث و معرفة هولاء الاثني عشر بأش


اعلم ان هذه الاحاديث لا تنطبق الا علي مذهب الشيعة الامامية، فان بعضها يدل علي أن الاسلام لا ينقرض و لا ينقضي حتي يمضي في المسلمين اثناعشر خليفة، و بعضها يدل علي بقاء الدين الي أن تقوم الساعة، و ان وجود الائمة مستعمر الي آخر الدهر، و بعضها يدل علي أن الاثني عشر کلهم من قريش و في بعضها «کلهم من بني هاشم» و في بعضها «و کلهم لا يري مثله».

و ظاهر جميعها حصر الخلفاء في الاثني عشر و انهم متوالون متتابعون، معلوم ان تلک الخصوصيات لم توجد الا في الائمة الاثني عشر المعروفين عند الفريقين و لا توافق مذهبا من مذاهب فرق المسلمين الا مذهب الامامية، و ينبغي أن يعد ذلک من معجزات النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و اخباره عن المغيبات.

و لا ريب ان هذه الاحاديث لا تحتمل غير هذا المعني و لا يحتمل



[ صفحه 275]



الذهن السليم المستقيم الخالي عن بعض لشوائب والاغراض غيره، و لو أضفنا اليها غيرها من الروايات الکثيرة الواردة في الائمة الاثني عشر التي ذکرنا طائفة منها في هذا الکتاب يحصل القطع بأن المراد منها ليس الا الائمة الاثني عشر من أهل بيته عليهم السلام.

و يويدها ايضا حديث الثقلين المشهور المقطوع الصدور، و الحديث المروي بطرق الفريقين «النجوم امان لاهل السماء و اهل بيتي امان لامتي».

قال في ذخائر العقبي: أخرجه ابوعمر الغفاري «النجوم امان لاهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهبت السماء، و اهل بيتي امان لأهل الارض فاذا ذهب اهل بيتي ذهب اهل الارض» و قال: اخرجه احمد في المناقب.

و حديث: «النجوم امان لأهل الارض من الغرق، و اهل بيتي امان لامتي من الاختلاف»، [1] ذکر في الصواعق ان الحاکم صححه علي شرط الشيخين.

و حديث: مثل اهل بيتي کسفينة نوح... الحديث، المروي بطرق کثيرة.

و ما روي البخاري عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم في باب مناقب قريس في کتاب الاحکام قال: لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي من الناس اثنان [2] .

و الحديث الذي احتج به ابوبکر يوم السقيفة علي الانصار و هو قوله صلي الله عليه و آله و سلم: الائمة من قريش. [3] .

و يويدها ايضا قوله صلي الله عليه و آله و سلم: من مات و لم يعرف



[ صفحه 276]



امام زمانه مات ميتة جاهلية [4] (عن الحميدي أنه أخرجه في الجمع بين الصحيحين).

و عن الحاکم أنه أخرج عن ابن عمر أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: من مات و ليس عليه امام فان موته موتة جاهلية. [5] .

و اخرج السيوطي في الدر المنثور قال: اخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يوم ندعو کل اناس بامامهم، قال: «يدعي کل قوم بامام زمانهم، و کتاب ربهم و سنة نبيهم» [6] و اخرجه القرطبي و الآلوسي. وروي عن الثعلبي مسندا عنه صلي الله عليه و آله و سلم مثله.

فيستفاد من مجموع هذه الاخبار أن وجود الائمة الاثني عشر مستمر الي انقضاء الدهر و کلهم من قريش و لم يدع احد من طوائف المسلمين امامة هذا العدد من قريش مستمرا الي آخر الدهر غير الشيعة الامامية.

و قد أفرد العلامة محمد معين بن محمد امين السندي مؤلف «دراسات اللبيب» کتابا في هذه الاحاديث أسماه «مواهب سيد البشر في حديث الائمة الاثني عشر» و قد اثبت ايضا في کتابه «دراسات اللبيب» تعلق حديث الثقلين بالائمة الاثني عشر، بالادلة الشافية و دلالته علي کونهم ائمة في العلم معصومين، و وجوب اتباعهم و الرجوع اليهم في اخذ العلوم، فراجع العبقات: ج 2، و ج 12، ص 295، و 296 و 307 -304.

قال الفاضل القندوزي الحنفي في: قال بعض المحققين: ان الاحاديث الدالة علي کون الخلفاء بعده صلي الله عليه و آله و سلم اثني عشر قد



[ صفحه 277]



اشتهرت من طرق کثيرة. فبشرح الزمان و تعريف الکون و المکان علم ان مراد رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم من حديثه هذا الائمة الاثناعشر من أهل بيته و عترته، اذ لا يمکن ان يحمل هذا الحديث علي الخلفاء بعده من اصحابه لقلتهم عن اثني عشر، و لا يمکن ان يحمل علي الملوک الامويين لزيادتهم علي الاثني عشر و لظلمهم الفاحش الا عمر بن عبدالعزيز و لکونهم غير بني هاشم، لان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: «کلهم من بني هاشم» في رواية عبدالملک بن جابر، و اخفاء صوته صلي الله عليه و آله و سلم صلي الله عليه و آله و سلم في هذا القول يرجح هذه الرواية لانهم لا يحسنون خلافة بني هاشم.

و لا يمکن أن يحمل علي الملوک العباسيين لزيادتهم علي العدد المذکور و لقلة رعايتهم الاية «قل لا أسألکم عيه اجرا الا المودة في القربي». [7] و حديث الکساء فلا بد من أن يحمل هذا الحديث علي الائمة الاثني عشر من اهل بيته و عترته صلي الله عليه [و آله] و سلم، لانهم کانوا اعلم اهل زمانهم و اجلهم و أورعهم و اتقاهم و أعلاهم نسبا، و أفضلهم حسبا و اکرمهم عندالله، و کان علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم صلي الله عليه [و آله] و سلم و بالوراثة و اللدنية، کذا عرفهم أهل العلم و التحقيق و أهل الکشف و التوفيق.

و يويد هذا المعني (اي ان مراد النبي صلي الله عليه و آله و سلم الائمة الاثناعشر من أهل بيته) و يشهده و يرجحه حديث الثقلين و الاحاديث المتکررة المذکورة في هذا الکتاب و غيرها.

و أما قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «و کلهم تجتمع عليه الامة» في رواية جابر بن سمرة، فمراده صلي الله عليه و آله و سلم أن الامة تجتمع



[ صفحه 278]



علي الاقرار بامامة کلهم وقت ظهور قائمهم المهدي سلام الله عليهم انتهي. [8] .

هذا وقد وقعت مدرسة السياسة الغالبة علي الحکم القائمة علي نفي ولاية اهل البيت عليهم السلام و ترک النصوص الحاکمة بامامتهم، اما بترک اخارج هذه الاحاديث و روايتها، أو بالتشکيک في طرقها ورد رجالها بجريمة حب اهل البيت و رواية فضائلهم، او بتفسيرها علي خلاف ظاهرها في الحيرة و الدهشة امام هذه الاحاديث المتواترة الصحيحة، فسلکوا في تفسيرها مسالک و عرة و حملوها علي احتمالات واهية و آراء باطلة لا يمکن لهم الجزم بواحد منها، فانکر کل واحد منهم تفسير الاخر ورده و نقضه فبقوا حائرين عاجزين عن صرف انطباق هذه الاحاديث علي الائمة الاثني عشر عليهم السلام، المويدة بغيرها من النصوص الکثيرة المتواترة.

قال ابن بطال علي ما في فتح الباري عن المهلب: لم ألق احدا يقطع في هذا الحديث يعني بشي ء معين. و حکي عن ابن الجوزي انه قال في کشف المشکل: قد أطلت البحث عن معني هذا الحديث و تطلبت مظانه و سألت عنه فلم أقع علي المقصود به.

و انما وقعوا في هذا الحيص و البيص الشديد لأنهم لم يريدوا الاخذ بمداليلها الظاهرة المستقيمة المنطبقة علي الائمة الاثني عشر عليهم السلام طمعا او خوفا من الحکومات الطاغوتية التي لم تسمح لهم بالافصاح بالحق، و اشترت اخلاقهم و افهامهم بعرض الدنيا و زخارفها و حطامها فصيرتهم عملاء لسياساتها التي بنيت علي الاستعلاء و الاستضعاف، و استعباد عباد الله و مدافعين عن ظلم ارباب هذه الحکومات و سيرهم الکسروية و القيصرية، فحملوا قبائح اعمالهم و ما يصنعون بمصالح



[ صفحه 279]



المسلمين و فيئهم، و ما يرتکبون في بلاطهم من انواع المعاصي و الاشتغال بالملاهي و المعازف، و اسرافهم في الاموال و تبذيرها و صرفها فيما حرمه الله تعالي و منعها اهلها من الفقراء و الضعفاء علي المحامل القائمة علي تاويل الاحکام و النصوص کقولهم بحرية ارباب الحکم و عدم جواز استنکار اعمالهم و وجوب اطاعتهم و ان کانوا مثل يزيد و الوليد و غيرهما من طواغيت و ملوک بني امية و بني العباس و غيرهم من الجبابرة الذين جعلوا مال الله دولا و عباد الله خولا کما نري اليوم في بعض البلاد الاسلامية من الحکام العملاء للدول الغريبة المستکبرة، فانا لله و انا اليه راجعون.

و اليک ايها المسلم المؤمن بالله تعالي و کتابه و سنة رسوله صلي الله عليه و آله و سلم أقاويلهم المختلفة المتناقضة في تفسير احاديث الاثني عشر:

احدها: ما ذکره بعضهم في بعض حواشيه علي صحيح الترمذي و ذکره في فتح الباري بشرح صحيح البخاري و هو أن قول «اثناعشر» اشارة الي من بعد الصحابة من خلفاء بني امية، و ليس علي المدح، بل علي استقامة السلطنة، وهم يزيد بن معاويد و ابنه معاوية، و لا يدخل عثمان و معاوية وابن الزبير لکونهم من الصحابة، و لا مروان بن الحکم لکونه بويع بعد بيعة ابن الزبير فکان غاصبا، و للاختلاف في صحبته علي ما في فتح الباري ثم عبدالملک، ثم الوليد الي مروان بن محمد.

اقول: ليت شعري ما الذي يحمل الانسان علي ارتکاب هذه التأويلات الباردة الفاسدة في احاديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ اهذا اجر رسالته عنا؟ او لا يکون ذلک استخفافا بکلامه صلوات الله عليه و علي آله؟.

و اذا کان هذا مراده فاية فائدة في الاخبار عن ذلک و ما حاصله؟.

و من أين علم أن مراده الاخبار بامارة اثني عشر من بني امية دون



[ صفحه 280]



معاوية و مروان؟.

و من اين علم انه اشارة الي مابعد الصحابة؟ فلم لي يقل «يکون بعد الصحابة» و قال - علي ما جاء في طائفة من احاديث الباب -: «و يکون من بعدي».

و يدل علي فساد هذا الاحتمال و بطلان کل وجه ادخل فيه معاوية و من بعده، ان بني امية ليسوا من الخلفاء بالاتفاق، و انهم ملوک و شر ملوک.

و اذا وصل الامر الي اقتراح مثل هذا الاحتمال لصرف الکلام عن ظاهره حذرا عن اثبات مذهب اهل الحق، فلا خصوصية لبعض دون بعض و حينئذ تکثر الاحتمالات، فيحتمل ان يکون اشارة الي من بعد عبدالملک و کان مراده من «بعدي» بعد عبدالملک، و يحتمل ان يکون اشارة الي من بعد هشام، و يحتمل ان يکون ستة منهم من بعد يزيد بن عبدالملک وستة منهم من بني العباس، و يحتمل ان يکون المراد بعد بني امية، و يحتمل أن يکو اشارة الي من بعد السفاح أو المنصور أو غيرهما من بني العباس، أو يکون بعضهم من الاموية الذين ملکوا الاندلس و بعضهم من الفاطميين الذين حکموا بمصر مثلا!! اذ لامرجح للاحتمال الذي ذکروه علي واحد من هذه الاحتمالات.

ثم کيف يکون الحديث صادرا علي غير سبيل المدح مع ما في بعض طرقه من العبارات الصريحة في المدح؟!

و کيف يصح تنزيل هولاء الجبابرة الفجرة منزلة نقباء بني اسرائيل و حواري عيسي في هذه الروايات الکثيرة؟!

هذا مضافا الي دلالة هذه الروايات علي انحصار الخلفاء في الاثني عشر.



[ صفحه 281]



ثانيها: انه بعد وفاة المهدي عليه السلام يملک اثناعشر ستة منهم من ولد الحسن عليه السلام، و خمسة من ولد الحسين، و آخر من غيره.

اقول: هذا ايضا مخالف لنصوص هذه الاحاديث مثل قوله: «بعدي اثناعشر خليفة»، و قوله «لايزال هذا الدين عزيزا منيعا»، و قوله: «لا يزال امر الناس ماضيا»، مما يدل علي اتصال زمانهم بزمان النبي صلي الله عليه و آله و سلم، واستمرار وجودهم الي آخر الدهر، و انحصار الخلفاء فيهم کما صرح به في رواية ابن مسعود: انه سئل کم يملک هذه الامة من خليفة، قال: سألنا عنها... الحديث.

هذا مضافا الي انه بعد انطباق هذه الاحاديث علي الائمة الاثني عشر المشهورين بين فرق المسلمين و ظهور صدق کلام النبي صلي الله عليه و آله و سلم، بمصداقه الظاهر الواضح، ما الوجه في حمل تلک الاخبار علي غيرهم ممن لا تنطبق عليه!!.

ان قلت: تلک الخصوصيات و ان لم توجد بعد في غير الائمة الاثني عشر عليهم السلام، لکن يجوز أن توجد في غيرهم في المستقبل؟.

قلت: هذا من عجيب الکلام، فکيف يوجد في المستقبل الذين اخبر النبي صلي الله عليه و آله و سلم بوجودهم بعده مباشرة و اتصال زمانهم بزمانه! و هل هذا الاحتمال الا خلف ظاهر؟ ثم انا نفرض عدم التصريح باتصال زمانهم و اهمال الاحاديث ذلک، لکن بعد أن وجد المصداق فهي تنطبق عليه لا محالة و لا يجوز انکار ذلک بدعوي جواز وجود مصداق آخر لها في المسقبل!.

الا تري ان الله تعالي حيث انزل وصف نبينا صلي الله عليه و آله و سلم في التوراة و الانجيل فلما ظهر و أنکر اليهود و النصاري نبوته، و بخهم في القرآن المجيد و لم يقبل قولهم بأنه سيظهر فيما بعد.



[ صفحه 282]



و اما الاستناد لصحة حمل هذه الاحاديث علي هذا القول بخبر: يلي الامر بعد المهدي اثناعشر رجلا ستة من ولد الحسن... الحديث.

ففيه مضافا الي مخالفتها الاحاديث الکثيرة الواردة من طرق الفريقين، أنه مخالف لخصوص هذه الاحاديث و ما فيها من انحصار الخلفاء في الاثناعشر و استمرار وجودهم، و اتصال زمانهم بزمان النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و الفرق ظاهر بين قوله: «يلي الامر بعدي» أو «بعد المهدي».

هذا مع ما في سند هذه الرواية من الوهن و الضعف، فقد صرح في الصواعق بأنها واهية جدا لا يعول عليها، و نقل ذلک ايضا عن ابن حجر صاحب کتاب فتح الباري.

هذا کله مضافا الي أننا لا نستبعد کون مثل هذا الاحتمال ماخوذا من الاسرائيليات، و انما لجأوا الي مثل ذلک سعيا منهم لصرف هذه الاخبار عن مصاديقها الصريحة فيها.

و هذا ابن المنادي يقول: انا تنبهنا لذلک - يعني أن مصداقه يکون بعد موت المهدي - لما ألفيناه في کتاب دانيال و ان شئت ن تعرف قصة هذا الکتاب و ما ذکروا في شأنه فراجع أوائل کتاب الملاحم لابن المنادي حتي تعرف ما ابتلي به القوم من الاخذ بالخرافات و الاسرائيليات لترکهم أخذ العلم الصحيح عن أهله و هم أئمة اهل بيت الرسول عليهم السلام الذين امر الله الامة بالتمسک بهم عليهماالسلام و التمسک بالکتاب.

ثالثها: ما حکي عن القاضي عياض، و هو ان المراد انهم يکونون في مدة عزة الخلافة و قوة الاسلام و استقامة اموره. و قد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس، الي أن اضطرب امر بني امية و وقعت بينهم الفتنة زمن الوليد بن يزيد و قد رجح في فتح الباري هذا الوجه و زعم



[ صفحه 283]



تأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة: «کلهم يجتمع عليه الناس». ثم ذکر اسماء من وقع الاجتماع علي خلافتهم و هم: ابوبکر و عمر و عثمان و علي و معاوية و يزيد و عبدالملک و أولاده الاربعة، الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام.

قال: و تخلل بين سليمان و يزيد عمر بن عبدالعزيز، قال: فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، و حيث لم يعد عمر بن عبدالعزيز منهم، قال: و الثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبدالملک.

اقول: هذا الوجه ارادا الوجوه في تفسيرالحديث و أهونها، و ان قال ابن حجر انه أرجحها، و نحن نترک الکلام في نسب بني امية و عدم صحة انتسابهم الي قريش،، مع أن هذه الاحاديث مصرحة بکون الائمة الاثني عشر من قريش.

و لکن نقول: کيف يصح حمل هذه البشائر التي صدرت علي سبيل المدح و اطلاق الخليفة علي معاوية الذي حارب أميرالمؤمنين عليه السلام، الذي قال فيه سيد النبيين صلي الله عليه و آله و سلم:«حربک حربي» و اعلن بسبه علي المنابر، و دس السم الي الحسن عليه السلام سيد شباب اهل الجنة.

و علي مثل يزيد بن معاوية قاتل الحسين عليه السلام و الفاسق المعلن بالمنکرات و الکفر و الممثل بأشعار ابن الزبعري المعروفة فرحا بحمل رأس ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اليه، و هو الذي امر مسلم بن عقبة أن يبيح اهل المدينة ثلاثا، فقتل خلقا من الصحابة و نهبت بأمره المدينة وافتضت في هذه الواقعة الف عذراء حتي قيل ان الرجل من أهل المدينة بعد ذلک اذا زوج ابنته کان لا يضمن بکارتها، و يقول: لعلها قد افتضت في واقعة الحرة، و قيل تولد من النساء اربعأة آلاف ولد من تلک الواقعة.



[ صفحه 284]



و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فيما رواه مسلم: من اخاف أهل المدينة اخافه الله و عليه لعنة الله و الملائکة و الناس اجمعين. [9] .

و حکي عن الواقدي ان عبدالله بن حنظلة الغسيل قال: و الله ما خرجنا علي يزيد حتي خفنا أن نرمي بالحجارة من السماء، انه رجل ينکح امهات الاولاد و البنات و الاخوات و يشرب الخمر و يدع الصلاة [10] و هو الذي امر بغزو الکعبة.

و ذکر السيوطي و غيره أن نوفل بن أبي الفرات قال: کنت عند عمر بن عبدالعزيز فذکر رجل يزيد، فقال: قال اميرالمومنين يزيدبن معاوية، فقال: تقول اميرالمومنين و أمر به فضرب عشرين سوطا. [11] .

و ذکر في الصواعق انه قيل لسعد بن حسان: ان بني امية يزعمون أن الخلافة فيهم، فقال: کذب بنو الزرقاء، بل هم ملوک من شر الملوک.

و کيف يصح حمل هذه الاحاديث و اطلاق الخليفة علي عبدالملک الغادر الناهي عن الامر بالمعروف.

قال السيوطي في تاريخ الخلفاء: لو لم يکن من مساوي عبدالملک الا الحجاج و توليته اياه علي المسلمين و علي الصحابة رضي الله عنهم يهينهم و يذلهم قتلا و ضربا و شتما و حبسا و قد قتل من الصحابة و اکابر التابعين ما لا يحصي، فضلا عن غيرهم، و ختم في عنق انس و غيره من الصحابة ختما يريد بذلک ذلهم فلا رحمه الله و لا عفا عنه. [12] .

ام کيف يطلق الخليفة علي الوليد بن يزيد بن عبدالملک الفاسق الشريب للخمر الهاتک لحرمات الله تعالي، و هو الذي أراد الحج ليشرب



[ صفحه 285]



الخمر فوق ظهر الکعبة فمقته الناس لفسقه. [13] و هو الذي فتح المصحف فخرج «و استفتحوا و خاب کل جبار عنيد» [14] فألقاه و رماه بالسهم و قال:



تهددني بجبار عنيد

فها أنا ذاک جبار عنيد



اذا ما جئت ربک يوم حشر

فقل يا رب مزقني الوليد [15] .



فلم يلبث بعد ذلک الا يسيرا حتي قتل.

أهذا معني عزة الاسلام، و خلافة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟

و نقل أنه لما ولي الحج حمل معه کلابا في صناديق و عمل قبة علي قدر الکعبة ليضعها علي الکعبة و حمل معه الخمر و أراد أن ينصب القبة علي الکعبة و يشرب فيها الخمر، فخوفه أصحابه من الناس فلم يفعل. [16] .

و ذکر المسعودي عن المبرد: ان الوليد ألحد في شعر له ذکر فيه النبي صلي الله عليه و آله و سلم فمنه:



تلعب بالخلافة هاشمي

بلا وحي أتاه و لا کتاب



و قل لله يمنعني طعامي

و قل لله يمنعني شرابي [17] .



و في العقد الفريد: قال اسحاق بن محمد الازرق: دخلت علي منصور بن جهور الازدي بعد قتل الوليد و عنده جاريتان من جواري الوليد -الي أن قال -: قالت احداهما: کنا اعز جواريه عنده فنکح هذه و جاء المؤذنون يوذنونه بالصلاة فأخرجها و هي سکري جنبة متلثمة فصلت بالناس. [18] .



[ صفحه 286]



و اخرج السيوطي في تاريخ الخلفاء عن مسند احمد حديث: «ليکونن في هذه الامة رجل يقال له الوليد، لهو اشد علي هذه الامة من فرعون لقومه» [19] فالصواب تسمية هولاء بالفراعنة لا الخلفاء و تشبيههم بالملاحدة و الکفرة لا بحواري عيسي ونقباء بني اسرائيل.

و ان شئنا لأشبعنا الکلام في مساوي بني امية، و لکن نقتصر علي ذلک مخافة الاطالة، و نقول: کيف رضي القاضي أن يجعل هؤلاء الجبابرة من خلفاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، الذين بشر بهم و أخبر بانهم يعملون بالهدي و اذا مضوا ساخت الارض بأهلها، و أن الامة لا تهلک ما لم يمضوا، و انهم بمنزلة نقباء بني اسرائيل.

و أعجب من ذلک اخراجه الحسن عليه السلام من الحديث مع أنه خليفة بنص جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و ادخاله يزيد و معاوية و بني العاص الذين لعنهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في هذه الاحاديث.

ثم لماذا لم يعد منهم عمر بن عبدالعزيز؟

و أما ما في کلامه من التشبث بقوله في صحيح ابي داود: کلهم يجتمع عليه الامة!. [20] فضعيف لوجوه:

احدها: أن الظاهر من نسبة فعل الي أحد، صدوره منه بالاختيار دون الجبر والاکراه، فالمراد بقوله: «يجتمع» لو سلمنا صدوره عنه صلي الله عليه و آله و سلم، هو اجتماعهم بالقصد و الاختيار. الا تري انه لا يصح لاحد أن يخبر عن وقوع اجتماع أهل مکة و المدينة و عظماء الفقهاء و وجوه المحدثين و بقية الصحابة و کبار التابعين علي خلافة يزيد، و يقول:



[ صفحه 287]



انهم اجتمعوا عليه و اختاروه للخلافة أو يدعي اجتماع المسلمين علي خلافة الوليد بن يزيد.

ثانيها: انه لو بنينا علي ذلک، يلزم خروج أميرالمؤمنين و الحسن عليهماالسلام، من الخلفاء لعدم اجتماع أهل الشام عليهما مع قيام الاجماع و الاتفاق علي خلافتهما.

ثالثها: أن هذه الزيادة غير مذکورة في غير هذا الطريق من طرق الحديث الکثيرة التي بعضها في غاية المتانة و الصحة، فيحتمل قويا ان يکون قوله: کلهم يجتمع عليه الامة، زيادة من الراوي تفسيرا للحديث، و حتي لو سلمنا أن المرجع اذا دار الامر بين الزيادة و النقيصة اصالة عدم الزيادة، فليس المقام منه، لکثرة الروايات الخالية عن هذه الزيادة و تفرد أبي داود في نقلها.

و الحاصل انه لا يصلح لأن نقيد به هذه الاخبار الکثيرة المتواترة المطلقة التي رواها جماعة من الصحابة کعبدالله بن مسعود و جابر بن سمرة و أکابر التابعين و غيرهم.

و علي أي فان هذه الجملة لا تؤيد هذا الاحتمال.

رابعها: انه علي فرض صدور هذه الجملة يجب تقييدها بغيرها مما ذکره في هذه الاحاديث کقوله: کلهم يعمل بالهدي و دين الحق، و انهم اذا مضوا ساخت الارض باهلها و انهم بمنزلة حواري عيسي و نقباء بني اسرائيل و أن الخلفاء منحصرة فيهم.

فيعلم من ذلک کله أن الوجه الصحيح في هذه الزيادة علي تقدير صدورها، هو کون المراد من اجتماع الامة اجتماعهم بالاقرار بامامة الائمة الاثني عشر وقت ظهور المهدي عليه السلام.

الرابع: من الوجوه التي قيل في الحديث کما ذکره ابن حجر في فتح



[ صفحه 288]



الباري و نقل عنه السيوطي في تارخ الخلفاء هو: ان المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الاسلام الي يوم القيامة يعملون بالحق و ان لم تتوال ايامهم. و أيدوا هذا بما اخرجه مسدد في مسنده الکبير عن ابي الجلد انه قال: لا تهلک هذه الامة حتي يکون اثناعشر خليفة کلهم يعمل بالهدي و دين الحق، منهم رجلان من أهل بيت محمد... الخ.

و قال السيوطي في ذيل کلام ابن حجر: و علي هذا فقد وجد من الاثني عشر الخلفاء الاربعة و الحسن و معاوية و ابن الزبير و عمر بن عبدالعزيز و هؤلاء ثمانية، و يحتمل أن يضم اليهم المهتدي من العباسيين لأنه فيهم کعمر بن عبدالعزيز في بني امية، و کذلک «الظاهر» لما اوتيه من العدل و بقي الاثنان المتنظران، احدهما المهدي لأنه من آل بيت محمد صلي الله عليه [و آله] و سلم، انتهي.

قلت: هذا القول أو الاحتمال فاسد ايضا، لدلالة کثير من هذه الروايات علي انحصار الخلفاء في الاثني عشر، بل بعضها نص في ذلک لا يقبل التأويل و التوجيه کرواية ابن مسعود و لدلالتها ايضا علي اتصال زمانهم و استمرار وجودهم.

و اما الاستشهاد لتأييد هذا القول لما أخرجه مسدد في مسنده عن أبي الجلد فموهون لوقوفه علي أبي الجلد، فهو أعم من أن يکون صادرا بعنوان الرواية و الحديث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، او الاخبار عن رأيه و اعتقاده واجتهاد نفسه، و علي فرض عدم وقوفه فلا شک في أن قوله: «منهم رجلان من اهل بيت محمد» کما يشهد به سياق الکلام زيادة و اجتهاد في الحديث من أبي الجلد أو غيره ممن روي عنه و الا لقال: «من اهل بيتي» بدل من «اهل بيت محمد».

و يؤيد ذلک کله ما في کتاب الخصال بسنده عن أبي نجران أن اباالجلد



[ صفحه 289]



حدثه و حلف له عليه الا تهلک هذه الامة حتي يکون فيها اثناعشر خليفة کلهم يعمل بالهدي و دين الحق و لم يذکر هذه الزيادة.

هذا مضافا الي انه علي القول به يکون ثلاثة منهم من أهل بيت محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و هم علي و الحسن و المهدي عليهم السلام، مع أن اباالجلد قال: منهم رجلان من أهل بيت محمد.

هذا و الذي ظهر لي بعد ملاحظة کلمات القوم أن ما قاله ابوالجلد (جيلان بن فروة الاسدي) و يقال (ابن أبي فروة) قوله المختص به و لذا کان يحلف عليه، فهو اما اجتهاد منه او أخذه من الکتب المتقدمة، فانه علي ما في کتاب شمائل الرسول: ص 484، کان ينظر في شي ء من الکتب المتقدمة.

و في الجرح و التعديل: ج 2، ص 547، ح 2275 قال: ابوالجلد الاسدي البصري صاحب کتب التوراة و نحوها.

و علي کل حال لا اعتناء بقوله قبال هذه الروايات السنيدة الثابتة المعتبرة الدالة علي اتصال زمانهم و انحصارهم في الاثني عشر، المؤيدة بغيرها من أخبار متواترة اخري، و لو بنينا علي صحتة فمقتضي الصناعة الجمع بينه و بين تلک الاخبار و تقييد اطلاقة بها، فانه يشمل بالاطلاق الاثني عشر، سواء کان زمانهم متصلا بزمان النبي صلي الله عليه و آله و سلم، ولاء او لم يکن کذلک، و هذه الاحاديث قد دلت علي اتصال زمانهم بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم و تتابعهم، فيقيد اطلاقه بصراحة هذه الاحاديث کما هو واضح.

نعم يؤيد دلالته علي الاثني عشر الروايات المرفوعة المتواترة علي ذلک و أما التمسک باطلاقه علي جواز کون هذا العدد في جميع مدة الاسلام فلا يجوز بعد ذلک استظهار انه من کلامه، مضافا الي انه کما



[ صفحه 290]



حققناه لو بنينا علي صدور خبر بهذا اللفظ يجب ان يقيد اطلاقه بالروايات الدالة علي التتابع.

هذا و لا يخفي عليک ما وقع فيه السيوطي ايضا في المقام من السهو و النسيان، فانه علي ما ذکره يلزم أن يکون ثلاث منهم من أهل بيت محمد صلي الله عليه و آله و سلم، لأن عليا و الحسن عليهم السلام من أهل البيت بتصريح آية التطهير، و نص النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و هذا مضافا الي ما في کلامه من عد مثل ابن الزبير و معاوية ممن يعمل بالهدي.

و هنا وجوه رديئة ضعيفة اخري يظهر منها حيرتهم و عجزهم الفاحش عن تفسير هذه الاحاديث بما يصرفها عن مصداقها الفريد: الائمة الاثني عشر المشهورين من أهل البيت عليهم السلام.

فمنها، و هو خامس الوجوه: وجود هذا العدد في زمان واحد کلهم يدعي الامارة و الخلافة، و قالوا: انه صلي الله عليه و آله و سلم اخبرنا بأعاجيب تکون بعده، منها، افتراق الناس بعده في وقت واحد علي اثني عشر اميرا، و هذا مما تضحک به الثکلي، و قد رد عليه بعضهم فقال: هو کلام من لا يقف علي شي ء من طرق الحديث غير الرواية التي وقعت في البخاري هکذا مختصرة، و قد عرفت من الروايات التي ذکرتها من عند مسلم و غيره أنه ذکر الصفة اليت تختص بولايتهم و هو کون الاسلام عزيزا منيعا... الخ.

أقول: ان الروايات قد دلت علي أن مدتهم مدة الاسلام و بقاؤه و لذا تويد صحة وقوع غيبة الثاني عشر منهم و طول عمره و امتداد حياته کما جاءت به الروايات الصحيحة الکثيرة.

و منها، و هو السادس لهذه الوجوه: ما عن ابن تيمية و هو انهم يکونون مفرقين في الامة لا تقوم الساعة حتي يوجدوا.



[ صفحه 291]



اقول: کأنهم يرون انه لا يلزم في استفادة المراد من الاحاديث الاعتماد علي ألفاظها و مفهومها العرفي المعتمد عند العرف و العقلاء، سيما اذا کانت الفاظها بمعانيها الظاهرة تنطبق علي مذهب العترة من أهل بيت الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و شيعتهم فيقول کل فيها ما يشاء و يهوي، و الا فمن أين جاء ابن تيمية بهذا المعني الخالف لألفاظ هذه الاحاديث.

و منها، و هو الساقع لهذه الوجوه: ما ذکره بعض معاصرينا ممن يسلک بعض المسالک المستحدثة برعاية المستعمرين فزاد في الطنبور نغمة اخري، فحمل الاحاديث بزعمه علي حکام المسلمين، و هم: ابوبکر و عمر و عثمان و علي و معاوية ثم عبدالملک، و ذکر اسماء بني امية الي مروان و قال: ثم انتقلت الامامة الي بني العباس و منهم المنصور ثم ابنه المهدي ثم هارون الرشيد الي من بعدهم، و عد عمادالدين الزنکي و نورالدين و صلاح الدين، ثم قال: و لا ينبغي أن نبخس هولاء حقهم.

اقول: علي هذا فالموصوفون بالخلفاء في هذه الاحاديث هم هولاء الذين اکثرهم من الملوک و الحاکمين علي المسلمين بالقهر و الغلبة و التسلط، و عدتهم تزيد علي الاثني عشر بکثير، فاذا کان الحديث يجوز ان ينطبق علي کل واحد من هولاء علي السواء، فلماذا نبخس الباقين حقهم و نقتصر علي الاثني عشر منهم، و ما فائدة هذا الکلام الصادر عن مثل نبينا الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم.

و لا بد لهذا لاقائل ان لا يبخس سائر الملوک من الاندلسيين و العثمانيين و حتي الحکام في عصرنا الذين تعرفهم شعوبهم بالخيانة للاسلام!.

فو الله ما أدري ما اقول لمثل هذا الکاتب الذي يعد نفسه من اهل الثقافة العصرية، من الذين يقولون في سنة الرسول صلي الله عليه و آله



[ صفحه 292]



و سلم ما يوافق اهواءهم و اهواء من ينفق عليهم من أموال المسلمين، و أهواء مقلدة الغربيين الذين يرديدون تفسير جميع ماورد في الکتاب و السنة المبنية علي الايمان بالغيب بما يوافق آراء الحسيين الماديين أو المستعمرين، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

ثم اعلم انا اعتمدنا في الجواب عن هذه الوجوه التي قيلت في تفسير هذه الاحاديث علي ما يستفاد من خصوص هذه الروايات و ما تقتضيه ظواهرها الواضحة، و لم نجب بغيرها من الروايات الکثيرة المعتبرة الدالة علي امامة الائمة الاثني عشر بأسمائهم و خصوصياتهم، و الا فالجواب اوضح من هذا.

و ان شئت مزيد توضيح لذلک فعليک بالکتب المصنفة في هذا الباب فان فيها ما يذهب بکل شک و ارتياب، و الله الهادي الي الحق و الصواب.



[ صفحه 293]




پاورقي

[1] المستدرک ج 3، ص 149.

[2] صحيح البخاري: ج 4، ص 218، عن کتاب المناقب.

[3] فتح الباري: ج 13، ص 114.

[4] شرح المقاصد: ج 2، ص 275؛ الجواهرالمضيئة: ج 2، ص 509 و بمعناه او قريب منه روايات کثيرة.

[5] بحارالانوار: ج 23 ص 76 ب 4 ح 3 و جاء (له) بدل (عليه).

[6] الدرالمنثور: ج 4 ص 194 في تفسير الآية 71 من سورة الاسراء.

[7] الشوري: 23.

[8] ينابيع المودة: ص 446.

[9] مروج الذهب: ج 3، ص 69.

[10] تاريخ الخلفاء: ص 209.

[11] الصواعق المحرقة: ص 219 ط القاهرة؛ تاريخ الخلفاء: ص 209 ط مصر.

[12] تاريخ الخلفاء: ص 220.

[13] تاريخ الخلفاء: ص 250، تاريخ الطبري: ج 7، ص 209.

[14] ابراهيم: 15.

[15] مروج الذهب: ج 3، ص 216.

[16] الکامل في التاريخ: ج 3، ص 394.

[17] مروج الذهب: ج 3، ص 216.

[18] العقدالفريد: ج 2 ص 290.

[19] تاريخ الخفاء: ص 251.

[20] تاريخ الخلفاء: ص 10.