بازگشت

من هم الخلفاء الاثناعشر؟


لا يخفي أن اهم ما يجب علي کل مسلم هو معرفة مداليل الکتاب و السنة و دراستها دراسة تبصر و تعمق، و طلب الهداية منهما الي أهداف الدين القويم و صراط الله المستقيم، فهي المرشد الوحيد الي کل ما يحتاج اليه الانسان في سعادته الانسانية و حياته العقلية و العقائدية و الاخلاقية و الاجتماعية و السياسية و غيرها.

و من أهم ما يجب علي الناظر في الاحاديث الدالة علي الخلفاء الاثني عشر، التأمل فيها ليعرف هؤلاء الخلفاء الاثني عشر المنصوص عليهم بالخلافة و الامامة في تلک الاحاديث التي تجاوزت عن حد التواتر.

فمن هم اذا؟

و من هؤلاء الخلفاء؟

و ماذا أراد النبي صلي الله عليه و آله و سلم من هذه التنصيصات؟

و علي من تنطبق هدذه الاحاديث؟

و لماذا انحصر الخلفاء في هذا العدد؟ و...؟ و...؟ و...؟

فلا ينبغي لمن يطلع علي هذه الاحاديث الاکتفاء بقراءتها و تخريجها، ثم العبور عنها الي غيرها، و لا يصح له التجاوز عنها الي غيرها فيهمل دراستها، بل يجب عليه الوقوف عندها، و عدم التجاوز عنها حتي يعرف المراد منها بالتفصيل و اليقين، لأن اهمال ذلک اهمال لکلام النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال الله تعالي في شأنه: (و ما ينطق عن



[ صفحه 258]



الهوي، ان هو الا وحي يوحي). [1] .

و ها نحن في هذه الرسالة مع قرائنا الکرام من اهل التعمق و التحقيق و الدراسة و الثقافة نضع هذه الاحاديث الشريفة أمامنا و نبحث فيها، و نجعل ما قيل فيها من الاقوال في الميزان.

و ليعلم أن في نفس هذه الاحاديث الشريفة ما يفسر ما يحتاج منها الي التفسير فهي يشرح بعضها بعضا و يجعل الباحث في غني عن شرحها بغيرها.

فهناک طائفة من هذه الاخبار دلت علي أن اولهم أميرالمؤمنين علي عليه السلام و آخرهم المهدي عليه السلام.

و طائفه منها دلت علي أن اولهم علي و ثانيهم الحسن و ثالثهم الحسين عليهم السلام، و أن التسعة الباقين هم من ولد الحسين عليه السلام.

و طائفة دلت علي أن التاسع من صلب الحسين الذي هو ثاني عشر هم المهدي عليه السلام.

و طوائف کثيرة ايضا دلت علي اسماء الاثني عشر و تعريفهم بأشخاصهم.

و هناک طوائف اخري کثيرة کلها شارحة بالاجمال او التفصيل لما ليس فيه الا البشارة بألاثني عشر.

و لا ريب أن المسلک المعقول المنطقي في فهم المراد من هذه الاحاديث استخراج ما اريد منها مما فيها و لا يضر ضعف بعض أسنادها مع قوة بعضها و جبر ضعف ضعيفها بقويها فالاسناد أيضا يقوي بعضها البعض



[ صفحه 259]



کما يقويها و يويدها امو اخري، ربما يظهر بعضها في طي کلماتنا ان شاءالله تعالي.

و مهما يکن الامر فنحن ننظر من هذه الاحاديث في الطائفة التي دلت علي الاثني عشر لنري انها تنطبق علي أي مذهب من المذاهب الاسلامية؟ و هل يوجد في المذاهب ما تنطبق عليه؟ أو أنه لا يوجد - والعياذ بالله - ما يصدقها؟.

فنقول: اعلم أن الکلام في ما يرتبط بهذه الطائفة من هذه الاحاديث يقع في مقامين:

الاول: في ما يستفاد منها.

و الثاني: في تعيين من تنطبق عليه، و بعبارة اخري معرفة الخلفاء الاثني عشر بأشخاصهم.



[ صفحه 260]




پاورقي

[1] النجم: 4 و 5.