بازگشت

الاحاديث الخلفاء الاثني عشر


من الأحاديث التي تطلب المام کل باحث بالنظر فيها و دراسة ما قصد منها، بل مما يجب علي کل مسلم أن يقف عندها و لا يتجاوزها حتي يدرک مغزاها و يعرف مؤداها، الأحاديث المتواترة التي تنص علي عدد الخلفاء و الأئمة و من يملک أمر هذه الأمه، فانها لم تصدر من النبي صلي الله عليه و آله و سلم، لمجرد الحکاية و الاخبار بأمر من الامور المستقبلة بل لأنها أمر ديني تجب معرفته و العقيدة به فهي جمل أنشائية أمرية حکمية و ان کان ترکيبها جملا خبريه، و هي نصوص علي شخصيات ممتازة فذة لا يوجد لهم مثيل و بديل في الامة و هم اثنا عشر، لا يزاد عليهم أحد و لا ينقص منهم أحد.

و لا ريب أن مثل هذا جدير بالتأمل و التحقيق و البحث عنه لفهم معناه، لأن أحاديثه تقع في سلسلة الاحاديث المتواترة التي تنص علي نظام الادارة و الحکم بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و علي من يلي ولاية الامور، و تبين أهم ما يدور عليه نظم الامور و بقاء



[ صفحه 13]



کيان الاسلام و الدفاع عنه و اقامة العدل و الأمر بالمعروف و النهي عن المنکر و حفظ الثغور و أمن البلاد و اجراء الأحکام، و يستفاد منها أن الله تعالي و نبيه صلي الله عليه و آله و سلم لم يهملا هذا الأمر العظيم، و أنه ليس لأحد عليهما حجة في ذلک اذا لم يبحث عنها بحثا شافيا و لم يهتم بها اهتماما بليغا، و لا يکون مبالغا من قال انهم ترکوا الخوض في هذه الأحاديث شرحا و تفسيرا لأنه ينتهي الي ما لا ترضاه الدولة و علماؤها و لم يکن لغير هؤلاء العلماء الحرية في ابداء الرأي في مثل هذه المسائل، و کان أقل عقوبة ذلک السجن الطويل و السوط الشديد، و لذا وقعوا في الحيص و البيض في أمر هذه الأحاديث، فلم يأت من قام بشرحها و تأويلها منهم بشي ء و اعترف بعضهم بالعجز عن فهمها، فبقيت عند أکثر الامة غير معلومة المعني و حرموا أنفسهم عن الاهتداء بها و ليست هذه أول قارورة کسرت في الاسلام.

و ها نحن نشرع - بحول الله و قوته - في اخراج هذه الاحاديث علي ترتيب و نظم يشرح بعضها بعضا، و يقوي بعضها بالبعض حتي لاتحتاج الي مزيد بيان في ذلک و مع هذا نأتي بشرح مناسب حولها أو حول ما قيل في تفسيرها ان شاءالله تعالي.

تنقسم هذه الأحاديث من جهة مضامينها الي طوائف فينبغي التنبيه عليها: فطائفة منها تنص علي العدد فقط و حصر الخلفاء فيه، مثل أحاديث ابن مسعود و أنس و طائفة من أحاديث جابر بن سمرة.

و طائفة منها تزيد علي ذلک «کلهم من قريش» مثل کثير من أحاديث جابر.و يوجد فيها: «کلهم من بني هاشم» أخرجه القندوزي في ينابيع المودة، و السيد علي بن شهاب في المودة القربي.



[ صفحه 14]



و الثالثة: ما يدل علي أنهم «عدد نقباء بني اسرائيل و موسي و حواري عيسي».

و الرابعة: و هي الشارحة و المبينة للطوائف الثلاث علي طوائف:

بعضها يدل علي أنهم «من أهل البيت عليهم السلام».

و بعضها يدل علي أن آخرهم المهدي عليهم السلام».

و بعضها يدل علي أن أولهم علي عليهم السلام و آخرهم المهدي عليهم السلام.

و بعضها يدل علي أن التسعة منهم من ولد الحسين عليهم السلام «يعني أن أولهم علي و ثانيهم و ثالثهم سبطا النبي صلي الله عليه و آله و سلم الحسن و الحسين و والتسعة الباقية من ولد الحسين عليهم السلام».

و بعضها يدل علي أن التاسع من هذه التسعة هو المهدي عليهم السلام.

و طائفة کثيرة منها تصرح بأسمائهم و أشخاصهم و أوصافهم.

و لا يخفي عليک أنه ربما يوجد في بعض أسناد هذه الأخبار الکثيرة علل تمنع من الاعتماد علي تلک الرواية منها بعينها الا أنه لا اعتناء بذلک لان الاسناد يقوي بعضها بالبعض مضافا الي کفاية الخالص من العلل.

و ها نحن نشرع في المقصود بعون الله الرؤوف الودود.

و لا يخفي علي القاري ء العزيز.

أولا: انا لم نعمل في اخراج الاحاديث لاستقصائها و لذلک ربما استغنينا بذکر بعضها عن البعض.

و ثانيا: ان هذا الجزء الاول من کتابنا الکبير في أحاديث مولانا



[ صفحه 15]



المهدي المنتظر صاحب الزمان عليه السلام المسمي بمنتخب الآثر أفردناه لفوائده الجمة المستقلة المختصة به ودلالته علي عظم أمر الخلافة و شأن الولاية و الامامة، قال الله تعالي: (يوم ندعوا کل اناس بامامهم). و قال تعالي (انما أنت منذر و لکل قوم هاد).

المؤلف



[ صفحه 19]