بازگشت

رعايته للکيان الإسلامي


يقول الإمام المهدي(عليه السلام) في رسالته الاُولي للشيخ المفيد: «... فإنّا نحيط



[ صفحه 174]



علماً بأنبائکم ولا يعزب عنّا شيء من أخبارکم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابکم مُذ جنح کثير منکم الي ما کان السلف الصالح عنه شاسعاً ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم کأنهم لا يعلمون.إنّا غير مهملين لمراعاتکم، ولا ناسين لذکرکم ولولا ذلک لنزل بکم اللأواء وأصطلمکم الأعداء» [1] .

إن الإمام يتابع أوضاع المؤمنين ويحيط علماً بالتطورات التي تحصل لهم ومحاولات الاستئصال والإبادة التي يتعرّضون لها ويتخذ الإجراءات اللازمة لدفع الأخطار عنهم بمختلف أشکالها، وهذه الرعاية هي أحد العوامل الأساسية التي تفسر حفظ أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) واستمرار وجودهم وتناميه علي مدي الأجيال علي الرغم من شدة الحملات التصفوية التي عرضوا لها والإرهاب الفکري الحاد الذي مورس ضدهم لقرون طويلة. فهذه التصفيات الجسدية والمحاربة الفکرية الواسعة التي شهدها التأريخ الإسلامي کانت قادرة ولا شک علي إنهاء وجودهم جسدياً وفکرياً لولا الرعاية المهدوية.


پاورقي

[1] الاحتجاج: 1/323 وعنه في معادن الحکمة: 2/ 303.