بازگشت

التمحيص الاعدادي لجيل الظهور


إنّ التمييز والتمحيص الإعدادي للمؤمنين به(عليه السلام) يتحقّق من خلال الأوضاع الصعبة الملازمة لغيبته(عليه السلام)، ومعلوم أن الإيمان به وبغيبته هو بحدِّ ذاته عامل مهمّ في تمحيص الإيمان وتقوية الثابتين عليه لأنه يمثل مرتبة سامية من مراتب التحرر من أسر التصديق بالمحسوسات المادية فقط. ولذلک کان الإيمان بالغيب اُولي صفات المتقين کما تذکره الآيات الأولي من سورة البقرة، وقد طبقت الأحاديث الشريفة هذه الصفة علي الإيمان بالإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ في غيبته باعتباره من أوضح مصاديقها لا سيما إذا



[ صفحه 170]



لاحظنا طول أمدها [1] .

ولذلک نلاحظ في الأحاديث الشريفة مدحاً بالغاً لمؤمني عصر الغيبة الثابتين علي الالتزام بالشريعة السمحاء والنهج المهدوي رغم التشکيکات العقائدية الناتجة عن عدم ظهوره المشهود [2] .

واستناداً الي هذه العلة نفهم أن الغيبة عامل إعداد لأنصار المهدي ـ عجل الله فرجه ـ من خلال ترسيخ هذا الإيمان بالغيب الذي يتضمن التحرر من أسر الماديات والذي يؤهلهم لنصرة المهدي في إنجاز مهمته الإصلاحية الکبري.


پاورقي

[1] کفاية الأثر 56، ينابيع المودة: 442.

[2] راجع مثل ماروي عن الکاظم(عليه السلام) في وصف المؤمنين الثابتين في عصر الغيبة: «اُولئک منّا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة، فطوبي لهم ثم طوبي لهم وهم والله معنا في درجتنا يوم القيامة». کمال الدين: 361، کفاية الأثر: 265.