بازگشت

الاطار العام لتحرک الامام


إنّ الهدف العام لتحرک الإمام المهدي(عليه السلام) في فترة الغيبة الکبري، هو رعاية مسيرة الأمة الإسلامية وتأهيلها لظهوره والقيام بالمهمة الکبري المتمثلة بإنهاء الظلم والجور وإقامة الدولة الإلهية العادلة في کل أرجاء الأرض وتأسيس المجتمع التوحيدي الخالص کما سنفصل الحديث عن ذلک في الفصل الخاص بسيرته بعد ظهوره(عليه السلام).

وبعبارة أخري فإن الإطار العام لسيرته ـ عجل الله فرجه ـ في هذه الفترة هو التمهيد لظهوره بما يشتمل عليه ذلک من رعاية الوجود الإيماني وحفظه وتسديد نشاطاته وتطويره عبر الأجيال المتعاقبة التي يعاصرها، وحفظ الرسالة الخاتمة من التحريف إضافة الي القيام بالميسور من مهام الإمامة الأخري وإن کان ذلک بأساليب أکثر خفاءً مما کان عليه الحال في الغيبة الصغري، وبذلک يتحقق الانتفاع من وجوده(عليه السلام) کما ينتفع بالشمس إذا غيّبها السحاب.

وهذا الهدف العام لسيرته في هذه الغيبة الکبري نلاحظه بوضوح فيما ورد بشأن تحرکه في هذه الغيبة.



[ صفحه 164]



وقبل التطرق لنماذج من هذا التحرک، نلقي نظرة عامة علي بعض ما أشارت إليه الأحاديث الشريفة بشأن علة الغيبة وأسرارها، إذ إن من الواضح أن التمهيد للظهور يکون بإزالة الأسباب التي أدت للغيبة، لذا فإن التعرف علي أسباب الغيبة يلقي الأضواء علي طبيعة تحرک الإمام المهدي (عليه السلام) خلالها.