غيبتا الإمام المهدي
کان للإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ غيبتان: صغري وکبري، أخبرت عنهما معاً الکثير من الأحاديث الشريفة المروية عن الرسول الأکرم (صلي الله عليه وآله) وعن الائمة المعصومين من أهل بيته (عليهم السلام) کما نشير لذلک لاحقاً، بل وأشارت إليها بعض نصوص الکتب السماوية السابقة کما لاحظنا سابقاً.
تبدأ الغيبة الصغري من حين وفاة أ بيه الحسن العسکري (عليه السلام) سنة (260 هـ) وتولّي المهدي مهام الإمامة الي حين وفاة آخر السفراء الأربعة
[ صفحه 134]
الخاصين بالإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ وهو الشيخ علي بن محمد السمري في النصف من شعبان سنة (329 هـ) تزامناً مع ذکري ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)؛ فتکون مدتها قرابة السبعين عاماً، وقد تميزت هذه الفترة بعدم الاستتار الکلي للإمام حيث کان يتصل بعدد من المؤمنين، کما تميزت بکثرة الرسائل الصادرة عنه (عليه السلام) في موضوعات عديدة، وکذلک بوجود السفراء الخاصين والوکلاء الذين کان يعينهم مباشرة. وهذه الفترة مثلت مرحلة انتقالية بين الظهور المباشر الذي کان مألوفاً في حياة آبائه وبين الاستتار الکامل في عهد الغيبة الکبري.
أما الغيبة الکبري فقد بدأت إثر وفاة الشيخ السمري إذ أمره الإمام بعدم تعيين خليفة له، بعد أن استنفذت الغيبة الصغري الأهداف المطلوبة منها. والغيبة الکبري مستمرة الي يومنا هذا وستستمر حتي يأذن الله تبارک وتعالي للإمام بالظهور والقيام بمهمته الإصلاحية الکبري.
وتميزت الغيبة الکبري بانتهاء نظام السفارة الخاصة عن الإمام، وبقلّة الرسائل الصادرة عنه (عليه السلام)، وبالاستتار الکلي إلا في حالات معينة سنتحدث عنها وعن تفصيلات ما أجملناه آنفاً ضمن البحوث التالية.
[ صفحه 135]