حضوره وفاة أبيه
طبق ما يرويه الشيخ الصدوق في إکمال الدين والشيخ الطوسي في الغيبة فإن الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ قد حضر وفاة أبيه العسکري(عليهما السلام)، إلا أن رواية الشيخ الطوسي أکثر تفصيلاً من رواية الصدوق التي کَنَّتْ عن حضوره ولم تصرح به، فقد نقل الشيخ الصدوق عن محمد بن الحسين بن عباد أنه قال: مات أبو محمّدالحسن بن علي (عليهما السلام) يوم جمعة مع صلاة الغداة، وکان في تلک الليلة قد کتب بيده کتباً کثيرة الي المدينة وذلک في شهر ربيع الأول لثمان خلون منه سنة ستين ومائتين من الهجرة ولم يحضره في ذلک الوقت إلا صقيل الجارية، وعقيد الخادم ومَن علم الله عزوجل غيرهما... [1] .
[ صفحه 124]
ونقل الطوسي الرواية بتفصيل أکثر حيث قال:
«قال اسماعيل بن علي: دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي(عليهما السلام) في المرضة التي مات فيها، وانا عنده إذ قال لخادمه عقيد ـ وکان الخادم اسود نوبياً ـ قد خدم من قبله علي بن محمد وهو ربيُّ الحسن (عليه السلام): يا عقيد اغل لي ماء بمصطکي. فاغلي له ثم جاءت به صقيل الجارية ام الخلف فلما صار القدح في يديه هم بشربه فجعلت يده ترتعد حتي ضرب القدح ثنايا الحسن فترکه من يده وقال لعقيد: «ادخل البيت فإنک تري صبياً ساجداً فأتني به»، قال ابو سهل: قال عقيد: فدخلت أتحري فاذا انا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرک بالخروج إليه، إذ جاءت اُمّه صقيل فأخذت بيده وأخرجته الي أبيه الحسن(عليه السلام).
قال ابو سهل: فلما مثل الصبيّ بين يديه سلم وإذا هو دريُّ اللون وفي شعر رأسه قطط، مفلج الأسنان، فلما رآه الحسن (عليه السلام) بکي وقال: «يا سيد أهل بيته اسقني الماء فإني ذاهب الي ربي» وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطکي بيده ثم حرک شفتيه ثم سقاه فلما شربه قال: «هيئوني للصلاة»، فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح علي رأسه وقدميه فقال له ابو محمد(عليه السلام): ابشر يا بني فأنت صاحب الزمان وانت المهدي وانت حجة الله علي ارضه وانت ولدي ووصيي وأنا ولدتک وانت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ولدک رسول الله وأنت خاتم الائمة الطاهرين وبشّر بک رسول الله (صلي الله عليه وآله) وسمّاک وکنّاک بذلک عهد إليَّ أبي عن آبائک الطاهرين صلّي الله علي أهل البيت ربّنا انه حميد مجيد، ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم اجمعين [2] .
[ صفحه 127]
پاورقي
[1] کمال الدين: 474.
[2] غيبة الطوسي: 165.